يربط سوريا بلبنان.. إعادة افتتاح معبر العريضة بعد أشهر من توقفه
عاد معبر العريضة الحدودي بين سوريا ولبنان إلى العمل مجددًا اليوم، بعد توقف دام عدة أشهر نتيجة استهدافه بغارة إسرائيلية، بحسب ما أفاد به مراسل "قاهرة الإخبارية" في دمشق، خليل هملو.
ويُعد هذا المعبر شريانًا حيويًا يربط محافظة طرطوس السورية بمدينة طرابلس اللبنانية، ويخدم بشكل مباشر سكان المناطق الشمالية الغربية من سوريا، وخاصة محافظات طرطوس واللاذقية وإدلب.
المعبر كان هدفًا لهجمات إسرائيلية
كشف خليل هملو أن المعبر كان قد تعرض لأول مرة لقصف في نوفمبر الماضي، حيث تحدثت تقارير آنذاك عن مزاعم باستخدامه من قبل مجموعات مسلحة لنقل الأسلحة، لكن الاستهداف الأشد وقع في فبراير الماضي، وتسبب في تدمير كامل للجسر الممتد فوق النهر الكبير الشمالي، ما أدى إلى توقف النشاط الحدودي بين البلدين.
ومنذ ذلك الحين، بدأت الجهات السورية بالتعاون مع الجانب اللبناني بتنفيذ أعمال إعادة تأهيل شاملة، شملت البنية التحتية، الجسر، والمباني الإدارية، وذلك في خطوة استراتيجية لإعادة تنشيط حركة العبور والتبادل التجاري والإنساني بين البلدين.
عبور أكثر من 1500 شخص خلال الساعات الأولى
في الساعات الأولى من إعادة فتح المعبر، صرح مازن علوش، المسؤول عن المعابر، بأن نحو 1500 شخص عبروا من خلال معبر العريضة، متوقعًا أن يتزايد العدد بشكل كبير خلال الأيام المقبلة.
وأشار خليل هملو إلى أن التقديرات تشير إلى أن عشرات الآلاف من السوريين المقيمين في لبنان قد يفضلون العودة إلى وطنهم عبر هذا المعبر، نظرًا لقربه الجغرافي، مقارنة بالطرق البديلة مثل معبري جديدة يابوس أو القصير، واللذين يتطلبان مسافات أطول ووقتًا أكبر للعبور.
أهمية المعبر في تخفيف العبء الإنساني
يُعد معبر العريضة من أهم المعابر البرية بين سوريا ولبنان، حيث يلعب دورًا محوريًا في تسهيل حركة المواطنين، البضائع، والمساعدات الإنسانية، ويسهم في تخفيف الضغط عن معابر أخرى، كما يعزز الروابط الاقتصادية بين البلدين في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها سوريا ولبنان على حد سواء.
كما خليل هملو أن المعبر يوفّر للسوريين العائدين من لبنان منفذًا أقرب وأكثر أمانًا، خاصة مع تنامي التوترات الأمنية في بعض مناطق الحدود، ما يجعل إعادة تشغيله خطوة في اتجاه الاستقرار الإقليمي وتخفيف المعاناة الإنسانية.
تحركات أمريكية في شرق سوريا
وفي سياق متصل، كشف خليل هملو عن وجود تحركات أمريكية لافتة شرق سوريا، حيث بدأت عملية إخلاء قاعدتي "العمر" و"الكونيكو" الواقعتين في ريف دير الزور الشرقي، وتُعد هذه القواعد من أبرز النقاط العسكرية الأمريكية في المنطقة، وتثير تحركاتها تساؤلات حول الاستراتيجية الأمريكية المستقبلية في سوريا، وانعكاساتها على الأمن الإقليمي والتوازنات العسكرية هناك.
المعبر يعيد الأمل وسط أزمات المنطقة
يأتي افتتاح معبر العريضة في وقت تتعاظم فيه التحديات السياسية والاقتصادية في سوريا ولبنان، ويمنح بارقة أمل لسكان المناطق الحدودية الذين يعتمدون عليه في تنقلهم اليومي، وفي التواصل الأسري والاقتصادي.
كما يعكس قدرة الجهات المعنية على إعادة تأهيل المرافق الحيوية رغم الظروف المعقدة، ويعزز فرص عودة تدريجية للحياة الطبيعية في واحدة من أكثر المناطق حساسية على الحدود السورية اللبنانية.
