يوسف: مصر من مستوردي النفط وارتفاع الأسعار العالمية يزيد الأعباء على الموازنة

في ظل تقلبات الأسواق العالمية وتصاعد التوترات الجيوسياسية، عادت أسعار النفط العالمية للارتفاع من جديد، ما يفرض تحديات إضافية على الدول المستوردة للطاقة وفي مقدمتها مصر، التي تعتمد بشكل أساسي على استيراد الزيت الخام ومنتجاته من الخارج.

ومع تسجيل خام برنت مستويات تقترب من 65 دولارًا للبرميل، تزداد المخاوف من اتساع فجوة الدعم وارتفاع تكلفة تأمين احتياجات السوق المحلية من المنتجات البترولية.

وفي هذا السياق، حذر المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم"، من التداعيات المباشرة لارتفاع الأسعار على الموازنة العامة والدعم البترولي، مشددًا على ضرورة تدبير المزيد من العملة الصعبة “الدولار” والتحرك بمرونة لمواجهة هذا الضغط المتزايد.

قال المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، إن ارتفاع أسعار النفط العالمية له تأثير مباشر على الاقتصاد المصري، نظرًا لاعتماد الدولة بشكل كبير على استيراد الزيت الخام ومنتجاته مثل السولار والبنزين والبوتاجاز.

وأوضح يوسف، في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، أن مصر تعتمد في استيراد الخام على دول مثل الكويت والسعودية والعراق، إلى جانب السوق المفتوح، وهو ما يجعلها شديدة التأثر بأي تقلبات في السوق العالمية.

وأشار إلى أن كل زيادة في سعر النفط عالميًا تنعكس فورًا على تكلفة استيراد المنتجات البترولية، وبالتالي على حجم الدعم المطلوب لها محليًا، مؤكدًا أن استمرار ارتفاع الأسعار سيؤدي إلى مزيد من الضغط على الموازنة العامة للدولة.

وأضاف أنه لا بد من تدبير موارد إضافية من العملة الصعبة، والعمل على ترشيد الاستهلاك، خاصة في ظل ارتفاع أسعار النفط الذي يؤدي تلقائيًا إلى زيادة التكلفة النهائية على الحكومة والمستهلك."

أسعار النفط اليوم – الثلاثاء 3 يونيو 2025

شهدت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا خلال تعاملات اليوم، لتواصل مكاسبها للجلسة الثانية على التوالي وسط مخاوف من نقص الإمدادات الجيوسياسية، خاصة مع تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي.

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت (تسليم أغسطس 2025) بنسبة 0.28% لتصل إلى 64.81 دولارًا للبرميل.

كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي (تسليم يوليو 2025) بنسبة 0.40% ليسجل 62.77 دولارًا للبرميل.

وتأتي هذه الارتفاعات في أعقاب قرارات تحالف أوبك+ بزيادة تدريجية للإنتاج، وسط مؤشرات على تراجع المخزونات العالمية واستمرار الضغوط على الدولار الأميركي.