عاجل

إنتر ميلان من حلم الثلاثية إلى زلزال ميونخ في موسم للنسيان

سيموني انزاجي
سيموني انزاجي

لم يكن أكثر المتشائمين من جماهير عملاق إيطاليا" إنتر ميلان" يتوقع ان ينتهي الموسم بهذا الشكل المهين، النيراتزوري بعد أن كان مرشحًا للتتويج بثلاثة ألقاب على الأقل هذا الموسم، خرج من موسمه خالي الوفاض و بدون أي لقب، بل زاد الطين بلة، و رجعت الافاعي الايطالية من ميونخ بخفي حنين، كتيية سيموني انزاجي تجرعت الهزيمة الأكبر في نهائي دوري أبطال أوروبا عبر التاريخ ، ليتبخر حلم التتويج بذات الاذنين للمرة الثانية في الأربع سنوات الاخيرة. 

بدأ موسم 2024-2025 مبشرًا لجماهير العملاق الإيطالي و بطل الكالتشيو عن الموسم الماضي، فريق دخل الموسم وكأنه في طريقه لتحقيق إنجاز تاريخي جديد يعيد أمجاد الثلاثية الشهيرة في موسم 2010 مع العبقري البرتغالي" جوزيه مورينيو" .

 

الانتر بين بداية مثالية .. و نهاية كارثية عنوانها " فضيحة ميونخ"

النيراتزوري و بقيادة مدربه سيموني إنزاجي، ومع كوكبة من النجوم أبرزهم:"  لاوتارو مارتينيز، ماركوس تورام، نيكولو باريلا، وهاكان تشالهان أوجلو"، دخل الموسم بثقة وطموح كبيرين، لكن مع نهايته، تحولت الأحلام إلى رماد، وتبخر حلم الثلاثية بشكل درامي، و تحديدًا بفضيحة ميونخ. 

سيطرة البدايات و ارتفاع سقف الطموحات

بدأ إنتر ميلان الموسم بقوة  كبيرة على كل الأصعدة، حيث تصدر النيراتزوري الدوري الإيطالي الممتاز" الكالتشيو" لفترات طويلة، وقدم مستويات رائعة في دوري أبطال أوروبا، حيث تخطى دور المجموعات بثبات، ثم أطاح بكبار القارة العجوز في الأدوار الإقصائية، وصولًا إلى النهائي المنتظر أمام العملاق الفرنسي باريس سان جيرمان.

 

ميلام يطيح بأول أضلاع غريمه انتر في مشروع الثلاثية

محليًا، عبر التيراتزوري إلى نصف نهائي كأس إيطاليا بعد انتصارات قوية كان اخرها على حساب نسر العاصمة الايطالية " لاتسيو"، قبل أن يصطدم بجاره وعدوه التقليدي إي سي ميلان في ديربي ناري انتهى بخروج مفاجئ من البطولة، لتكون أول ضربة موجعة في طريق الثلاثية.

خسارة الدوري في الأمتار الأخيرة 

مع اقتراب نهاية الموسم، بدا أن النيراتزوري في طريقه لحسم لقب الاسكوديتو ، لكنه تعثر في أكثر الأوقات حرجًا، تعادل مخيب للآمال أمام أودينيزي، تبعه الخسارة أمام بولونيا العنيد، قبل أن يأتي السقوط المدوي بالتعادل 2-2 مع لاتسيو في ملعب “جوزيبي مياتزا”، رغم التقدم في النتيجة، هذا التعادل كان بمثابة إعلان رسمي لضياع الكالتشيو، حيث حسم نابولي اللقب في الجولة الأخيرة بفوزه على كالياري بثنائية سكوت ماكتوميناي و الدبابة البلجيكية روميلو لوكاكو.

 

فقدان كتيبة انزاجي للقب الدوري، كانت صدمة كبيرة لجماهير وعشاق الإنتر، خاصة أنها جاءت بعد موسم كان الفريق فيه هو الأفضل فنيًا وإحصائيًا في أغلب فتراته، لكنه افتقد الحسم في المواعيد الكبرى.

دوري أبطال أوروبا.. خسارة مذلة بنتيجة تاريخية

رغم الإخفاق المحلي، ظل الأمل الأوروبي قائمًا، النيراتزوري بلغ نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية خلال ثلاثة مواسم، و بعد مشوار بطولي، عبر خلاله من العملاق البافاري بايرن ميونخ في ربع النهائي، ثم تجاوز بطل اسبانيا برشلونة في نصف النهائي، اصبح التفاؤل بالتتويج القاري جليًا ، خصوصًا مع قوة الأداء الجماعي والتكتيكي الذي أظهره الفريق.

لكن النهائي أمام البي اس جي كان كارثيًا بحق، تلقى العملاق الايطالي خماسية بيضاء، في ليلة لن تمحى من ذاكرة مشجعي “النيراتزوري”، الفريق الباريسي  تفوّق في كل شيء، السرعة، المهارة، الضغط، والانضباط، أما إنتر، فبدا تائهًا، هشًا، بلا حلول، و الأكثر غرابة ، ان الأداء الدفاعي كان فوضويًا، والوسط غائب، والهجوم بلا أنياب.
 

النتيجة النهائية 5-0 كانت عنوانًا لانهيارًا كاملًا، ووضعت نقطة النهاية على موسم كان من الممكن أن يصبح تاريخيًا، لكنه تحول إلى واحد من أسوء مواسم النيراتزوري من حيث خيبة الأمل مقارنةً بحجم التوقعات.


 

أزمة ذهنية وتراجع غير مبرر

ما حدث مع النيراتزوري هذا الموسم لا يمكن تفسيره فقط بالعوامل الفنية أو الإصابات، بل بدا أن الفريق يعاني من أزمة ذهنية حقيقية في الأوقات الحاسمة، الانهيار في المباريات الكبيرة، وخاصة في الأدوار النهائية، يطرح علامات استفهام حول قدرة سيموني انزاجي على التعامل مع الضغوط، وقدرة بعض اللاعبين على تحمل المسؤولية.
 

الشكوك أصبحت تطال مستقبل العديد من الأسماء داخل الفريق، سواء على مستوى الجهاز الفني أو اللاعبين، إدارة النادي تواجه الآن صيفًا ساخنًا، حيث سيكون عليها إعادة تقييم شامل لكل شيء، من أجل بناء فريق قادر على العودة من جديد، ولكن هذه المرة بأقدام أكثر ثباتًا وعقلية أكثر صلابة.

موسم انتر ميلان 2024-2025 سيُذكر ليس فقط كفرصة ضائعة، بل كتحول مأساوي من القمة إلى القاع، بعد أن كان النيراتزوري قاب قوسين أو أدنى من كتابة فصل جديد في تاريخه، انتهى به الحال في خانة أسوء الخاسرين، تبخر حلم الثلاثية، وخرج العملاق الايطالي من الموسم خالي الوفاض، يجر أذيال الخيبة، ويعيد ترتيب أوراقه في محاولة لعودة لا بد أن تكون مدروسة بعناية، خاصة مع اقتراب رحيل انزاجي لقيادة الهلال السعودي.

تم نسخ الرابط