سائق يضحي بنفسه لتفادي انفجار محطة وقود بالعاشر من رمضان

قرر السائق خالد عبد العال أن يضحي بنفسه لإنقاذ المواطنين بالعاشر من رمضان، بعد اندلاع حريق هائل داخل محطة وقود بمدينة العاشر من رمضان، كاد أن يتحول إلى كارثة محققة إثر انفجار "تانك" سيارة نقل محملة بالبنزين.
تعود تفاصيل الواقعة إلى يوم السبت الماضي، حين كانت شاحنة وقود تقف داخل محطة بنزين بالمجاورة 70 بنطاق قسم ثانٍ العاشر من رمضان، لتزويد المحطة بالبنزين، لكن نتيجة لسخونة زائدة في التانك، وقع انفجار مفاجئ أدى إلى اشتعال النيران في مؤخرة السيارة، ما تسبب في حريق ضخم كان ينذر بانفجار كامل يهدد أرواح كل من في المحطة والمناطق المجاورة.
في هذه اللحظات الحرجة، اتخذ السائق خالد عبدالعال قرارًا مصيريًا. صعد سريعًا إلى مقعد القيادة، وأدار المحرك، وانطلق بالشاحنة المشتعلة خارج المحطة محاولًا الوصول بها إلى منطقة خالية لتقليل الأضرار، رغم أن ألسنة اللهب بدأت تلتهم جسده.
كان يعلم جيدًا أن ما يفعله قد يودي بحياته، لكنه فضّل التضحية بنفسه على أن يُزهق العشرات من الأرواح. وبسرعة فائقة، نجح خالد في قيادة الشاحنة لمسافة بعيدة عن موقع الخطر، مما سهّل من مهمة الحماية المدنية، التي حضرت على الفور بعد الدفع بأربع سيارات إطفاء، وتمكنت من السيطرة على الحريق قبل أن يمتد أكثر.
رغم نجاحه في إنقاذ المحطة وسكان المنطقة من كارثة، خرج خالد بجسد محروق وملابس التصقت بجلده، بعد أن واجه النيران وجهًا لوجه. نُقل على الفور إلى المستشفى في حالة حرجة، وهو يعاني من حروق شديدة في أجزاء متفرقة من جسده.
وصفه البعض بأنه "فدائي"، بينما شبّه آخرون ما فعله بأنه "معركة امتدت لثوانٍ، لكنها كانت كفيلة بإنقاذ مدينة بأكملها".
تداول المواطنون صورًا للسائق المصاب، مشيدين بشجاعته ومطالبين بتكريمه رسميًا وعلاجه على نفقة الدولة. استجابت مستشفى "أهل مصر لعلاج الحروق" لاستغاثات الأهالي، واستقبلت خالد لتلقي الرعاية الطبية اللازمة بعد أن كان محتجزًا في العناية المركزة بأحد مستشفيات المدينة.
وقال شهود عيان: "لم يهتم خالد بالنيران التي اشتعلت في جسده، ولم يبالِ بما أصابه، وكان تركيزه الوحيد هو إنقاذ من في المحطة والمناطق المحيطة بها".

