حفاظًا على مصالحها الوطنية.. الحكومة الإيرانية تؤكد: لا انسحاب من المفاوضات

أعلنت الحكومة الإيراينة، اليوم الثلاثاء، موقفها من التصريحات الأمريكية، والتي وصفتها أنها متناقضة وتصعب الأمور أكثر"، وذلك في تعليق رسمي نقلته قناة "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل، مؤكدة أن إيران لن تنسحب من المفاوضات النووية حفاظًا على مصالحها الوطنية".
تصريحات ترامب تشعل الجدل
وجاء هذا التصعيد الإيراني بعد تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي أكد فيها على أنه "لن نسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بأي مستوى، في أي اتفاق نووي محتمل"، مما أثار ردود فعل قوية في طهران، التي ترى في هذا الموقف تناقضًا مع المسار التفاوضي الحالي.
عرض أمريكي جديد يسمح بتخصيب محدود
وكشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، نقلًا عن مسئولين أمريكيين رفيعي المستوى، أن واشنطن قدمت مقترحًا جديدًا لطهران بشأن برنامجها النووي، يسمح لها بـ تخصيب اليورانيوم بمستوى منخفض، دون المطالبة بتفكيك البرنامج النووي بالكامل.
أفاد موقع أكسيوس الأمريكي، أن اقتراح الاتفاق النووي الذي قدمته الولايات المتحدة لإيران، يوم السبت، من شأنه أن يسمح بتخصيب اليورانيوم منخفض المستوى على الأراضي الإيرانية لفترة زمنية محددة، وهو ما يتناقض مع التصريحات العامة من كبار المسؤولين الأمريكيين، لا سيما وأن مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو صرحا علنًا بأن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم، وستطالب بتفكيك منشآتها النووية بالكامل، ويُظهر الاقتراح السري مرونة أكبر بكثير في كلتا النقطتين.
الإقتراح السري
أكدت إيران مرارًا أنها لن توقع على إتفاق يحظر تخصيب اليورانيوم على أراضيها، وهو ما شكل حجر عثرة للتوصل إلى إتفاق، فيما يظهر الإقتراح السري مرونة أمريكية في هذه النقطة.
تفاصيل المقترح الأمريكي
ووفق لأكسيوس، فإنه بموجب الاقتراح، لن يُسمح لإيران ببناء أي منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم، ويجب عليها تفكيك البنية التحتية الحيوية لتحويل ومعالجة اليورانيوم، كما ينص الإقتراح أيضا على أن إيران سوف تضطر إلى وقف الأبحاث والتطوير الجديدة المتعلقة بأجهزة الطرد المركزي.
وبحسب الإقتراح الأمريكي، فإن الاتفاق النووي المحتمل سوف يركز على إنشاء اتحاد تخصيب إقليمي يلبي عدة شروطـ، ولن يُسمح لإيران بتطوير قدراتها المحلية لتخصيب اليورانيوم بما يتجاوز ما هو ضروري للأغراض المدنية.
وينص الاقتراح على أنه بعد توقيع الاتفاق، سيتعين على إيران خفض تركيز تخصيبها مؤقتًا إلى 3%. وسيتم الاتفاق على هذه المدة في المفاوضات، وسيتعين على منشآت التخصيب تحت الأرض في إيران أن تصبح غير قابلة للتشغيل لفترة زمنية يتفق عليها الطرفان، كما سيتم تقييد نشاط التخصيب في المنشآت الإيرانية فوق الأرض مؤقتًا إلى المستوى اللازم لوقود المفاعل النووي وفقًا لإرشادات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وحسب المقترح فإن الاتفاق سيؤسس نظاما قويا للرصد والتحقق بما في ذلك الموافقة الفورية على البروتوكول الإضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وينص الاقتراح على أن تخفيف العقوبات لن يتم إلا بعد أن "تظهر إيران التزاما حقيقيا" بما يرضي الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
إيران تعتبر المقترح دون ضمانات كافية
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الاثنين، إن الجانب الأميركي لم يقدم حتى الآن ضمانات كافية بشأن موعد وكيفية رفع العقوبات، موضحًا أن طهران لا تزال تدرس الاقتراح الأميركي، ورفض إلى حد ما ادعاء الولايات المتحدة بأن عرضها مقبول بالنسبة لإيران، على الرغم من أنه مشابه إلى حد ما الاتفاق النووي الإيراني لعام2015، الذي انسحب ترامب من الاتفاق النووي المبرم في عهد أوباما عام ٢٠١٨.