مجزرة جديدة تستهدف الفلسطينيين أثناء توزيع المساعدات الإنسانية في رفح

قال مراسل "القاهرة الإخبارية" من غزة يوسف أبو كويك إن مجزرة جديدة ارتكبتها القوات الإسرائيلية في منطقة رفح الفلسطينية، جنوب قطاع غزة، اليوم، موضحا أن المشهد ذاته يتكرر يوميًا في مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات الإنسانية التي تشرف عليها الجهات الأمريكية، حيث يتم استهداف المدنيين الذين يقتربون من هذه المراكز للحصول على المساعدات الغذائية.
وأضاف أن اليوم ، أُعلن عن استشهاد 27 فلسطينيًا وإصابة نحو 90 آخرين ، العديد منهم إصاباتهم خطيرة، متابعاً أنه وفقًا للمصادر الطبية الفلسطينية، فإن هؤلاء الضحايا كانوا قد توجهوا نحو المنطقة الغربية من رفح على أمل الحصول على طرود غذائية، وهو وعد يومي من قبل المؤسسات الإنسانية، لكن بمجرد اقترابهم من مراكز التوزيع، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار عليهم بدعوى "الاشتباه" فيهم، هذا التبرير أصبح مكررًا مع كل جريمة تُرتكب بحق المدنيين الذين يعانون من الجوع والفقر في هذه المناطق.
مجزرة المساعدات
واستطرد أن القوات الإسرائيلية، أعلنت صباح اليوم، أن الجنود أطلقوا النار على الفلسطينيين الذين اقتربوا من مراكز توزيع المساعدات، على بعد 500 متر من تلك المراكز، وقد بلغ عدد شهداء "مجزرة المساعدات" حتى اليوم نحو 79 شهيدًا، حيث وصل العدد الإجمالي للجرحى إلى ما يقارب 500 شخص في الأسبوع الماضي، معظم الجرحى نقلوا إلى المستشفيات بعد تعرضهم لإطلاق النار العشوائي من الجنود الإسرائيليين.
آليات عسكرية في محيط مراكز التوزيع
ووصف أبو كويك كيفية استهداف المواطنين في تلك المناطق، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي ينتشر في محيط مراكز توزيع المساعدات، باستخدام الآليات العسكرية والقناصة، إضافة إلى الزوارق الحربية التي تطلق النار على المدنيين.
وأضاف أبو كويك أن الفلسطينيين، رغم إدراكهم بخطورة التوجه إلى هذه المراكز، يتوجهون إليها بحثًا عن الطعام، ما يعكس حجم الأزمة الإنسانية المستمرة في القطاع.
أفادت مصادر طبية في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، بسقوط 24 شهيداً إثر استهداف إسرائيلي مباشر لفلسطينيين كانوا ينتظرون أمام مركز توزيع مساعدات في منطقة خانيونس جنوب القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة في بيان رسمي: "استشهد 24 شخصًا خلال انتظارهم للحصول على المساعدات صباح اليوم الثلاثاء".
تفاصيل حادث خان يونس
ووفقًا للناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، فإن القتلى والجرحى نُقلوا إلى مستشفى ناصر في خانيونس بعد إطلاق نيران كثيفة من القوات الإسرائيلية بواسطة دبابات وطائرات مسيرة.
وأوضح أن الهجوم استهدف آلاف المواطنين المتجمعين منذ فجر اليوم قرب دوار العلم، بمنطقة المواصي غرب رفح، أثناء توجههم إلى مركز المساعدات الأميركي في رفح للحصول على مساعدات غذائية.

دعوة أممية للتحقيق
كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إلى فتح تحقيق مستقل في الحادثة التي أودت بحياة العشرات من الفلسطينيين خلال محاولتهم الحصول على المساعدات. وأكد أن "المواطنين الفلسطينيين لا ينبغي أن يضطروا للمخاطرة بحياتهم من أجل الغذاء"، مشيرًا إلى التزام إسرائيل بالقانون الإنساني الدولي لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.
وقد أثار هذا البيان رد فعلًا غاضبًا من الحكومة الإسرائيلية، حيث وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية، أورن مارمورشتاين، تصريح جوتيريش بأنه "وصمة عار".
واعتبر أن الأمين العام للأمم المتحدة تجاهل دور حركة حماس التي "تطلق النار على المدنيين وتحاول منعهم من جمع المساعدات"، بحسب قوله.