انطلاق الدورة السادسة لمهرجان السينما البيئية الدولي في تونس

قالت نسرين رمضاني، مراسلة القاهرة الإخبارية من تونس، إنه سيتم اختتام فعاليات الدورة السادسة من المهرجان الدولي للسينما البيئية بمدينة قابس التونسية، بعد أسبوع من العروض والأنشطة التي سلطت الضوء على القضايا البيئية من منظور سينمائي توعوي، وقد انطلقت فكرة هذا المهرجان بهدف رفع الوعي المجتمعي بمخاطر التلوث البيئي، لا سيما في منطقة قابس التي تعاني بشكل خاص من أضرار بيئية جسيمة نتيجة التمدد الصناعي والمصانع الكبرى المطلة على البحر.
مشاركة ثلاثة أفلام تونسية
وأضافت أن المهرجان الذي شاركت فيه عدة دول عربية وأفريقية وآسيوية وأوروبية، قدم عشرات الأفلام التي تناولت تحديات التغير المناخي والموارد الطبيعية، وسُبل حماية البيئة عبر حلول مستدامة، وشهدت الدورة الحالية مشاركة ثلاثة أفلام تونسية من بينها فيلم "زرِيعة"، الذي يعالج موضوع البذور المحلية ودورها في تعزيز الأمن الغذائي وتقليل استنزاف الموارد الطبيعية، وهو ما يشكل رسالة واضحة بأهمية العودة إلى الطبيعة لحماية صحة الإنسان والبيئة على حد سواء.
الورش التكوينية وحلقات النقاش
وتابعت أنه على هامش العروض، نظم المهرجان عددًا من الورش التكوينية وحلقات النقاش المتخصصة حول كيفية توظيف الفن السابع في نشر الثقافة البيئية، كما شملت الفعاليات عروض دُمى متحركة في شوارع المدينة، بهدف إشراك الجمهور العام، وخاصة الأطفال، في هذه الرسائل التوعوية، وتمت كذلك برمجة زيارات ميدانية للوفود المشاركة إلى أبرز المواقع السياحية في ولاية قابس، دعماً للسياحة البيئية والثقافية في الجنوب التونسي.
مشاكل بيئية كبيرة نتيجة التلوث
تأسس المهرجان الدولي للسينما البيئية في 2014 بمدينة قابس الساحلية، التي تعيش على وقع مشاكل بيئية كبيرة نتيجة التلوث الذي تسببه المنطقة الصناعية.وقد اتخذ المهرجان منذ ذلك الوقت بعدا دوليا نظرا لاشتراك عديد البلدان المعاناة من المشاكل البيئية.
وقال مدير المهرجان فؤاد كريم للعين الإخبارية على هامش المؤتمر الصحفي الذي انتظم الاثنين لتقديم برنامج الدورة،إن هذه التظاهرة تحظى بمكانة قوية دوليا لدوره في التوعية بالقضايا البيئية التي يعاني منها الكوكب وفتح المجال أمام تجارب سينمائية دولية مختلفة واستضافته لعدد من الشخصيات السينمائية والفعاليات المهتمة بالبيئة.
وأفاد بأن هذه الدورة تتسم بتقديم مجموعة متنوعة من الأفلام الروائية والوثائقية الملهمة التي تركز على قضايا البيئة والتنوع البيولوجي والتنمية المستدامة.
وأوضح أن فكرة المهرجان انطلقت من محاولة التوعية بالمشاكل البيئية التي تعيشها محافظة قابس والتعدي على الواحة البحرية الوحيدة من نوعها في العالم، ومعالجتها بالفن والسينما.
وأشار فؤاد كريم إلى أن المهرجان اتخذ بعدا دوليا نظرا لاشتراك العديد من البلدان في المعاناة من المشاكل البيئية وحتى يصبح الحدث فضاءاً للتبادل والنقاش حول هذه الاشكاليات وطرق حلها.
وأفاد بأنه من ضمن 59 فيلما قدم ترشحه اختارت لجنة الفرز 17 عملا للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان من ضمنها ثلاثة أفلام من تونس، كما أن افتتاح فعاليات هذا الحدث السينمائي سيكون بعرض فيلم "ترويدة" للأردنية مونى أبو سمرا.
ويروي الفيلم قصة "باحثة جيولوجية شابة تجد نفسها عالقة في الصحراء الشاسعة بعد أن تسببت أمطار مفاجئة ناجمة عن تغير المناخ في مصرع زملائها، لتنطلق في رحلة البحث عن النجاة"، كما تشارك ضمن المسابقة الرسمية للدورة أعمال من تونس وليبيا والجزائر والمغرب والأردن والعراق و سلطنة عمان واليمن والسنغال وايران وتركيا وألمانيا واليونان وبنغلاداش.
ويترأس لجنة تحكيم المهرجان الممثل التونسي خالد بوزيد في حين تضم ضمن أعضائها عبير عيسى من الأردن ومصطفى الشوكي من العراق والمخرج الفرنسي برنار دورو.
وفضلا عن عروض الأفلام يتضمن برنامج المهرجان أيضا تنظيم عدد من الفعاليات الأخرى من بينها ورشة لصنع العرائس وعروض عرائسية في شوارع مدينة قابس، وتقام هذه الفقرات بالشراكة مع المركز الوطني لفنون العرائس.