التصلب المتعدد: معركة صامتة يخوضها الملايين.. ماذا نعرف عنه؟
في 30 مايو من كل عام، يلتفت العالم إلى مرضٍ عصبي معقّد ومزمن يُعرف بـ التصلب المتعدد، يصيب قرابة 3 ملايين شخص حول العالم، معظمهم من الشباب، وخاصة النساء.
ورغم التقدّم العلمي في طرق التشخيص والعلاج، لا يزال التصلب المتعدد (Multiple Sclerosis) يكتنفه كثير من الغموض، مما يجعل التوعية به ضرورة مستمرة، لا سيما مع تنوع أعراضه وتفاوت شدتها من مريض لآخر.
التصلب المتعدد
هو اضطراب مناعي ذاتي، يهاجم فيه الجهاز المناعي غلاف الأعصاب المعروف بـ"الميالين"، مما يعيق التواصل بين الدماغ وبقية أجزاء الجسم، وقد يؤدي في مراحل متقدمة إلى تلف دائم في الأعصاب.
الأكثر عرضة للإصابة
عادةً ما يُشخّص المرض بين سن العشرين والأربعين، وتُعتبر النساء أكثر عرضة له بمرتين إلى ثلاث مرات مقارنة بالرجال، ويُرجَّح أن تلعب عوامل وراثية وبيئية دورًا في ظهوره، إلى جانب نقص فيتامين د والتعرض لفيروسات معينة.
أعراض المرض
يتميز المرض بتعدد أعراضه وتغيرها، لكن من أبرزها:
- الإرهاق الشديد
- خدر أو وخز في الأطراف
- مشاكل في الرؤية
- فقدان التوازن أو الدوخة
- ضعف في الأطراف أو الشلل الجزئي
- صعوبات في التركيز والذاكرة
تشخيص المرض
لا يوجد اختبار واحد لتشخيص التصلب المتعدد، بل يعتمد الأطباء على مزيج من الأدوات مثل:
الرنين المغناطيسي (MRI)
- البزل القطني
- الفحوصات العصبية
- اختبارات استجابة الأعصاب
هل له علاج؟
حتى اليوم، لا يوجد علاج شافٍ للمرض، لكن يمكن التحكم في تطوره عبر أدوية تخفف من حدة الانتكاسات وتؤخر تقدم الأعراض، إلى جانب العلاجات الفيزيائية والدعم النفسي المستمر.
الجانب النفسي
لا يقتصر تأثير المرض على الجسد، بل يمتد إلى النفس، حيث ترتفع معدلات الاكتئاب والقلق لدى المصابين بسبب تغير نمط حياتهم وتحدياتهم اليومية، لذلك، يوصى بدمج العلاج النفسي ضمن خطة الرعاية الشاملة.
مشاهير ألهموا العالم
ساهم عدد من النجوم في تسليط الضوء على المرض بعد إعلانهم إصابتهم به، أبرزهم:
- كريستينا آبلغيت
- سلمى بلير
- جاك أوزبورن
- مونتيل ويليامز
أظهرت قصصهم أن التصلب المتعدد ليس نهاية الطريق، بل بداية تحدٍّ جديد يمكن مواجهته بالعزيمة والوعي.
وفي رسالة خلال اليوم العالمي للتصلب المتعدد، تبقى المعرفة هي الدرع الأول، فلنحرص على التوعية، ولنُحِط المرضى بالدعم، لأن معركتهم ليست سهلة؛ لكنها ليست مستحيلة.
