في أيامٍ كريمةٍ في فضلها وعطائها .. أقسم بها الرحمن في سورة الفجر بقوله جل وعلا « وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْر (2)» حيث ذهب جمهور المفسرين إلى أن المقصود بالليالي العشر هي العشر الأوائل من ذي الحجة.
ومع نفحات هذه الآيام اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية بواقعة الحاج الليبي «عامر المهدي» التي أكدت برسالة واضحة أن العبد في التفكير والرب في التدبير، وأن اليقين بالله يحقق المعجزات ما دام القلب سليمًا.
وفي تفاصيل الواقعة.. تم إيقاف الحاج عامر من قبل ضابط بإدارة الجوازات في مطار سبها الليبي، لوجود مشكلة أمنية، وتم وعده بحلها للحاق بالوفد الليبي المسافر إلى المملكة العربية السعودية.
ولكن الأمر كان يحتاج وقتًا أطول من فترة انتظار الطائرة الطبيعي فرفض قائد الطائرة الانتظار؛ حتى لا يتسبب في تأخير سفر 284 حاجا، وبالفعل.. أقلعت الطائرة وطلبوا منه العودة إلى منزله؛ لأنه لن يتمكن من أداء فريضة الحج!
ورغم هذه الصدمة ظل اليقين بداخل الرجل قويًا راسخًا، حتى جاءه الفرج بإشارة قدرية تمثلت في عودة الطائرة إلى المطار مجددًا بسبب عطل فني!
ولحظتها حاول الركاب وطاقم العاملين في مطار سبها إقناع كابتن الطائرة بالسماح له بالصعود إلى الطائرة للحاق بالوفد الليبي إلا أنه أصر على رفضه!
ورغم إبلاغ الحاج «عامر» من قبل رجال الأمن في مطار سبها أن الحج لم يُكتب له هذا العام، بقي الرجل في المطار مصرًّا على أنه سيؤدي المناسك، قائلاً بيقين: "أنا نويت الحج... وإن شاء الله هروح."
وفجأة جاء النداء عبر مكبرات الصوت: "الطائرة التي أقلعت تعرضت لعطل للمرة الثانية"، وعادت الطائرة إلى المطار ومع ذلك رفض الطيار السماح للحاج الليبي بالصعود إلى الطائرة.
وبعد فترة وجيزة، عادت الطائرة مرة أخرى بسبب عطل فني جديد، ليقرر الطيار في تلك اللحظة السماح لعامر بالصعود، قائلاً: "مش هطير إلا لما عامر يركب."
في هذه القصة درس وحكمة عظيمة، مفادها أن اليقين بالله مع سلامة القلب يحقق المعجزات، فاللهم إنَّا نسألك في هذا الأيام نقاء القلب، ويقينا في القدر والرزق، وأن يجعل لنا ولكم من نفحات هذه الأيام المباركات نصيبًا من رحماته يغفر ذنبنا ويجبر كسرنا، ويوفقنا لما يرضيه من أعمالنا، إنه نعم المولى ونعم النصير.