عاجل

جرائم القتل في القليوبية خلال النصف الأول من 2025.. العنف الأسري يتصدر المشهد

جريمة قتل
جريمة قتل

شهدت محافظة القليوبية خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2025 سلسلة من جرائم القتل المتنوعة، التي تراوحت بين خلافات أسرية، مشاجرات بسبب المعاكسات، وجرائم بدافع السرقة، ما شكل حالة من القلق في الأوساط المجتمعية، ودفع بأجهزة الأمن إلى تكثيف جهودها لضبط المتورطين والتعامل مع الظاهرة بحسم.

أرقام غير رسمية.. وجرائم صادمة

ورغم غياب الإحصائيات الرسمية حتى لحظة إعداد هذا التقرير، تشير المعطيات الميدانية والرصد الصحفي إلى وقوع ما لا يقل عن 10 جرائم قتل متنوعة داخل نطاق المحافظة، خلال الفترة من يناير وحتى نهاية يونيو 2025، بينها 3 جرائم أسرية، وجريمتا سرقة مقرونة بالقتل، إلى جانب وقائع مرتبطة بالمشاجرات والانتقام.

 جرائم لافتة.. بين "التوك توك" والعنف العائلي

من أبرز هذه الجرائم، واقعة هزّت شبرا الخيمة، حين أقدم شاب على قتل والده بعد خلاف حاد بينهما على ملكية "توك توك"، في مشهد صادم أظهر مدى هشاشة العلاقات الأسرية في بعض الأوساط.
 

وشهدت قرية مرصفا التابعة لمركز بنها جريمة أخرى، بعد أن لقي شاب مصرعه وأصيب شقيقه إثر مشاجرة دامية بسبب قيام بعض الأشخاص بمعاكسة شقيقتهما، ما أدى إلى تدخل المجني عليهما وانتهى بجريمة قتل مروعة.

وفي منطقة الخصوص، قضت محكمة جنايات شبرا الخيمة بإعدام عامل قتل طفلًا بعد استدراجه لسرقة مبلغ مالي، بينما شهدت الخانكة جريمة بشعة أخرى نفذتها ربة منزل وزوجها، حيث قاما باستدراج أحد الأشخاص وقتله بـ"شومة"، وتمت إحالة أوراق القضية للمفتي.

 خلفيات الجرائم.. العائلة والاقتصاد في مرمى الاتهام

وبحسب متخصصين، فإن الجرائم المرصودة تشير إلى أن الخلافات العائلية لا تزال تمثل القاسم المشترك في معظم الحوادث، متبوعة بالخلافات المالية والضغوط المعيشية، فضلًا عن مشاجرات عشوائية تتطور إلى جرائم قتل في لحظة فقدان للسيطرة أو غياب الوعي.

 استجابة أمنية سريعة.. وجهود في المواجهة

أجهزة الأمن بالقليوبية، بإشراف وزارة الداخلية، تعاملت مع تلك الوقائع بسرعة واستنفار، وتمكنت من كشف ملابسات معظم الجرائم خلال ساعات أو أيام قليلة، مع تقديم المتهمين إلى العدالة.

ونفذت المديرية عدة حملات موسعة لضبط الأسلحة البيضاء، وأعادت تكثيف الدوريات الأمنية في عدد من المناطق الساخنة، إلى جانب التوسع في حملات التوعية بالتعاون مع الوحدات المحلية ومراكز الشباب.

 توصيات وخطوات مطلوبة

مع تنامي الجرائم الأسرية والقتل بسبب أسباب تافهة، يؤكد خبراء الاجتماع وعلم النفس ضرورة إعادة تأهيل الثقافة الأسرية وتعزيز الحوار داخل البيت المصري وإطلاق حملات توعية مجتمعية تركز على نبذ العنف وحل النزاعات بالطرق السلمية.

وتوفير خدمات الدعم النفسي في المدارس ومراكز الرعاية، لا سيما في المناطق العشوائية وتشديد الرقابة على تجارة الأسلحة البيضاء، وتغليظ العقوبات المرتبطة بحملها.

وتعكس جرائم القتل في القليوبية، خلال النصف الأول من عام 2025، مشهدًا اجتماعيًا مأزومًا يحتاج إلى تدخلات متكاملة من مؤسسات الدولة، بدءًا من الأمن والتعليم و المؤسسات الدينية، مرورًا بالإعلام والمجتمع المدني، وانتهاءً بالأسرة، التي تبقى الحصن الأول ضد الانهيار القيمي والعنف.

تم نسخ الرابط