عاجل

بدعة أم سنة.. ما حكم شراء ملابس جديدة في عيد الأضحى؟| خاص

الشيخ أحمد السيد
الشيخ أحمد السيد السعيد

هل شراء لبس جديد في العيد بدعة، أم هو سنة، وداخل في تعظيم شعائر الله؟، سؤال من الجدليات التي تثار مع المواسم والأعياد، فكلما أقبلت مواسم الطاعات، وأطلّ علينا هلال العيد، تهيأت النفوس لاستقبال أيام الفرح والبهجة، وأخذ الناس يُقبلون على الزينة والتجمُّل، في صورة من صور الشكر لله على تمام النعمة، خرج علينا من يحرمون ويفسقون ويبدعون أفعالهم. 

ومن العادات المتوارثة: شراء اللباس الجديد في العيد. لكن يبقى السؤال المطروح: هل في ذلك أصل شرعي؟ وهل يدخل في تعظيم شعائر الله؟ أم هو من البدع المحدثة التي لا أصل لها؟

كيفية استقبال عيد الأضحى.. تعرف على هدي سيدنا النبي في التجمُّل للعيد

يقول الشيخ أحمد السيد السعيد، الواعظ العام بمنطقة وعظ الدقهلية، في بيانه حكم شراء ملابس جديدة للعيد: روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: «أخذ عمر جبة من إستبرق تباع في السوق، فأتى بها رسولَ الله ﷺ فقال: يا رسول الله، ابتع هذه تجمَّل بها للعيد والوفود».

وأوضح أن هذا يدل على أن التجمُّل يوم العيد كان أمرًا معهودًا عند الصحابة، حتى إن الفاروق عمر رضي الله عنه عرضه على سيدنا النبي ﷺ، دون نكير منه على أصل التجمُّل، بل كان الإشكال في نوع القماش، لا في المناسبة. وقد علّق الإمام السندي على هذا الحديث بقوله: "منه علم أن التجمُّل يوم العيد كان عادة مقررة بينهم، ولم يُنكرها سيدنا النبي ﷺ، فعُلِمَ بَقَاؤُها".

وأضاف: بل إن سيدنا النبي ﷺ كان يُظهر هذا الجمال في ثيابه بنفسه، حيث روى ابن حجر أن سيدنا النبي ﷺ "كان يلبس بردة حمراء في العيدين والجمعة"، وكان يختار لها أجمل ما عنده من الثياب.

عمل الصحابة والسلف في التجمُّل للعيد

قال الإمام الطبري: روى ابن أبي الدنيا والبيهقي بسند صحيح عن ابن عمر أنه كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين.
فقد جرى عمل الصحابة والتابعين على التجمُّل في هذه الأيام المباركة، بل كان بعضهم يدّخر ثيابًا خاصة لهذه المناسبة. وهذا يدل على أن الزينة في العيد ليست عادة مدنية فحسب، بل هي سنة سلفية لها أصل في الشرع، جرت عليها الأمة ورضي بها العلماء.

الزينة في العيد من تعظيم شعائر الله

قال تعالى: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32]، وقال أيضًا: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: 31].

والعيد من أعظم شعائر الإسلام، شرعه الله ليكون يوم فرح وشكر وبهجة بعد تمام العبادات. وقد قال سيدنا النبي ﷺ لأهل المدينة عن العيدين: «إن لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا» رواه البخاري. فإذا كان العيد شعيرة من شعائر الإسلام، فإن تعظيمه بإظهار الزينة، ولبس الجديد، والتجمُّل له، هو من التقوى التي يحبها الله.

هل شراء ملابس جديدة في العيد بدعة؟

البدعة ما أُحدث في الدين مما لا أصل له في الشرع. أما ما وافق مقاصد الشريعة، وكان له أصل ولو عام، كالتجمُّل في موطن الفرح المشروع، فهو من السنن الحسنة، لا من البدع المنكرة، وقد قال سيدنا النبي ﷺ: «من سن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها بعده». وإذا كان الناس يلبسون الجديد للأعراس والمناسبات الاجتماعية، فكيف يُستنكر ذلك في يوم جعله الله عيدًا للمؤمنين؟!

لماذا نشتري ملابس جديدة في العيد؟

وشددد على أن شراء اللباس الجديد في العيد سنة حسنة، موافقة لهدي سيدنا النبي ﷺ وصحابته، وفيها إظهار الفرح بشعائر الله، وتعظيم لحرماته، وهي صورة من صور شكر الله على ما أنعم به علينا من إتمام الصيام أو تمام الحج، فلا وجه لوصفها بالبدعة، بل ينبغي الحفاظ عليها وتوريثها للأجيال، ما دامت في دائرة الاعتدال، بعيدة عن الإسراف والمباهاة.

تم نسخ الرابط