هل يجوز لـ«المرأة» التضحية من مالها الخاص؟.. الأزهر يحسم الجدل

أكدت الدكتورة إيمان أبو قُورة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن المرأة المسلمة لها الحق الكامل في تقديم الأضحية من مالها الخاص، دون الحاجة إلى استئذان الزوج أو الولي، بشرط أن يكون ذلك قُربةً إلى الله تعالى، موضحة أن الشريعة الإسلامية منحت كل إنسان ذمة مالية مستقلة، سواء كان رجلًا أو امرأة.
وخلال لقائها ببرنامج "حواء" على قناة الناس مع الإعلامية سالي سالم، قالت إيمان أبو قُورة: "طالما المال مملوك لها، وهي من ستقوم بشراء الأضحية وتدبير أمرها، فلا يُشترط شرعًا أخذ إذن الزوج، لأن التصرف في مالها حق خالص لها".
إعلام الزوج مستحب وليس واجبًا
رغم تأكيدها على عدم إلزامية استئذان الزوج، شددت عضو مركز الفتوى على أهمية مراعاة قيم المودة والتفاهم داخل الأسرة، قائلة: "من باب العشرة الطيبة والمشاركة الحياتية، يُستحب أن تُعلم الزوج، لأنه شريك الحياة، ويُفضل أن يكون على علم بما تنوي القيام به، خصوصًا إذا كانت الأضحية ستُذبح في البيت أو ستشمله".
وفيما يخص الأضحية إذا كانت من مال الزوج، أوضحت الدكتورة إيمان أن الحكم يختلف تمامًا، قائلة: "في هذه الحالة لا يجوز للمرأة أن تضحّي دون إذن الزوج، لأن الأضحية عبادة تتطلب نية، والمال ملك للزوج، فلا بد من إذنه ومشاركته في النية"، مضيفًا أن الأضحية لا تكون صحيحة شرعًا ما لم يتحقق شرط النية من صاحب المال، لأن النية جزء أصيل في هذه الشعيرة العظيمة.
الزوجة قادرة والزوج غير مقتدر
وحول الحالات التي تكون فيها الزوجة قادرة ماليًا على تقديم الأضحية بينما الزوج غير قادر، أكدت أبو قُورة أن المرأة يمكنها أن تقوم بالأضحية عن الأسرة كلها من مالها، بشرط تحقيق النية ومراعاة بعض الشروط.
وأوضحت قائلة: "يجوز أن تضحّي عن البيت كله، لكن يُستحب أن تُعلم الزوج، لأنه سيُشرك في الأضحية، أو يمكنها أن تهب له المال وهو يشتري الأضحية بنفسه وينوي، المهم هو تحقيق النية التي بدونها لا تصح الأضحية".
شروط الأضحية للمرأة
وحسمت أبو قُورة الجدل بشأن ما إذا كانت هناك شروط إضافية خاصة بالمرأة في الأضحية، مؤكدة أن الشروط واحدة تمامًا لكلا الجنسين، قائلة: "المرأة مثل الرجل تمامًا في هذا الأمر، يشترط أن تكون مسلمة، عاقلة، مالكة للمال أو مأذونًا لها بالتصرف فيه، ولا توجد تفرقة في الأحكام الشرعية هنا".

وشددت في ختام حديثها على أن شعيرة الأضحية لا ترتبط برجل أو رب أسرة فقط، بل هي تكليف شرعي لمن تتوفر فيه الشروط من رجال أو نساء، موضحة أن الشريعة لا تميز بين الجنسين في العبادات المرتبطة بالمال، وإنما تُراعي القدرة والنية فقط.
تصريحات الدكتورة إيمان أبو قُورة جاءت لتؤكد أن المرأة في الإسلام تملك الحق الكامل في أداء شعيرة الأضحية متى توفرت لديها القدرة والنية، دون أن تكون مقيدة بإذن الزوج، طالما كان المال مملوكًا لها، وتبقى روح المشاركة والمودة بين الزوجين هي العامل الأخلاقي المستحب، لا الإلزامي.