عماد أبو الرُب: روسيا لا تُظهر في الوقت الحالي أي استعداد لوقف إطلاق النار

قال الدكتور عماد أبو الرُب، رئيس المركز الأوكراني للحوار، إن الأزمة بين روسيا وأوكرانيا لا تزال تراوح مكانها بسبب ما وصفه بـ"التعقيدات القانونية والسياسية"، مشيرًا إلى أن أي حل محتمل يصطدم بـ 3 سيناريوهات رئيسية، هي: قبول أوكرانيا بفقدان الأراضي التي احتلتها روسيا، انسحاب روسي كامل من تلك المناطق، أو التوصل إلى صيغة حكم مشترك يضمن عدم تهديد أمن أي من الطرفين.
وأوضح أبو الرُب، في تصريحات مع الإعلامية هاجر جلال، مقدمة برنامج "منتصف النهار"، عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن الدستور الأوكراني لا يمنح رئيس البلاد أو لجان التفاوض صلاحية الاعتراف بشرعية الاحتلال الروسي لأي من الأراضي، وهو ما يؤكده أيضًا القانون الدولي وعضوية أوكرانيا في الأمم المتحدة، باعتبار أن تلك الأراضي تابعة لدولة ذات سيادة لا يجوز التنازل عنها.
أمر مرفوض تمامًا من الجانب الأوكراني
وتابع، أن تمسّك روسيا بالاعتراف الدولي بسيطرتها على المناطق المحتلة كشرط مسبق لأي مفاوضات، هو أمر مرفوض تمامًا من الجانب الأوكراني، في الوقت الذي تطالب فيه كييف بانسحاب كامل من تلك المناطق كشرط للبدء في التفاوض، وهي نقطة ترفضها موسكو بدورها.
وأكد أبو الرُب أن الحلول الممكنة يجب أن تستند إلى اجتهاد سياسي وقانوني من جميع الأطراف، مدعومة بدور فاعل من المجتمع الدولي، وذلك عبر طرح أفكار مبتكرة تسمح بفتح مسار للحوار بعيدًا عن الشروط المسبقة التي تُعقّد فرص التسوية.
وأشار إلى أن روسيا لا تُظهر في الوقت الحالي أي استعداد لوقف إطلاق النار، بل تستمر في التصعيد العسكري، لا سيما في العاصمة الأوكرانية كييف، التي تعرضت لسلسلة من الهجمات الجوية باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة خلال الأيام الماضية، وأسفرت عن سقوط عشرات الضحايا في واحدة من أعنف موجات التصعيد منذ بداية الحرب.
واختتم الدكتور عماد أبو الرُب حديثه بالتأكيد على أن استمرار هذا الوضع يدفع أوكرانيا إلى البحث عن أي منفذ – سياسيًا أو ميدانيًا – يمكن البناء عليه لتخفيف الضغط ومحاولة الخروج من هذه الأزمة المتفاقمة
ومن ناحية أخرى، قالت الدكتورة كاميلا زاريتا، مستشارة الاتحاد الأوروبي والناتو، إن السياسة الألمانية شهدت تحوّلاً ملحوظًا في الآونة الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بدعم أوكرانيا بالسلاح، مما أثر بشكل مباشر على المشهد العسكري والسياسي في الصراع مع روسيا.
وأوضحت زاريتا، خلال مداخلة ببرنامج «مطروح للنقاش»، وتقدمه الإعلامية مارينا المصري، على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن التصريحات الروسية الأخيرة، خاصة ما أشار إليه رئيس الوفد الروسي في وسط برلين بالقرب من تمثال الجندي الروسي، تعكس حالة من الغدر والاحتقان، مشيرة إلى أن العلاقة بين برلين وموسكو شهدت توترات متزايدة بسبب دعم ألمانيا لأوكرانيا.
وأضافت أن ألمانيا، التي كانت سابقًا تُعتبر قوة ذات موقف متوازن وأحيانًا أقرب إلى موسكو، تغيرت سياستها مع المستشار أولاف شولتس، حيث سمح في مايو الماضي لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الألمانية بشكل أوسع دون تحديد قيود صارمة على مدى استخدامها.
وأشارت زاريتا إلى أن هذا الدعم الألماني الجديد منح أوكرانيا قوة إضافية للضغط على روسيا، خاصة في ظل استمرار المفاوضات، وأضافت أن ألمانيا لم تكتف بالدعم الدفاعي بل وفرت أيضًا أدوات لتعزيز القدرات الهجومية لأوكرانيا، ما دفع روسيا إلى إدانة هذه الخطوات واعتبارها تصعيدًا خطيرًا.
كما أكدت أن هذا التحول السياسي الألماني أدى إلى تراجع العلاقات الودية بين برلين وموسكو، حيث لم تعد الدولتان حليفتين كما كان الحال في السابق، خاصة مع تصاعد التوترات في مناطق البلطيق والحدود البحرية.
وفي الختام، أكدت زاريتا أن ألمانيا تعمل مع حلفاء الناتو على بناء تحالفات وتعزيز التعاون العسكري والدفاعي في المنطقة، في إطار استراتيجية جديدة تتماشى مع التحديات الحالية.