ريم الشرباصي ..أم مصرية تطلق قناة لتعليم الأطفال باللهجة المصرية في الغربة

في زمن تتراجع فيه اللهجات المحلية أمام هيمنة اللغات العالمية، قررت أم مصرية شابة أن ترفع راية الدفاع عن لغتها وثقافتها، من قلب الغربة، ريم الشرباصي، خريجة كلية الحقوق قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة، ومقيمة حالياً في هولندا، أطلقت مؤخرًا قناة يوتيوب تحمل اسم “MsReemoSupremo”، مخصصة لتعليم الأطفال الصغار اللغة العربية باللهجة المصرية بأسلوب ترفيهي وتفاعلي.
من الغربة إلى اليوتيوب
بعد تخرجها عام 2021، عملت ريم الشرباصي في مجال مراجعة جودة البيانات الرقمية خارج مصر، قبل أن تنتقل إلى هولندا بسبب ظروف عمل زوجها. وهناك، وبين مسؤوليات الأمومة والعناية بطفليها، لاحظت ريم افتقار المحتوى العربي الموجه للأطفال في المهجر، وخاصة باللهجة المصرية.
تقول ريم: “كنت أبحث عن محتوى يساعد أطفالي على تعلم لغتنا الأم، لكني لم أجد قنوات تقدم اللهجة المصرية بطريقة تفاعلية وآمنة ومناسبة لأعمارهم الصغيرة. فقررت أن أكون أنا هذا المصدر.”
لماذا اللهجة المصرية تحديدًا؟
تؤمن ريم الشرباصي بأن اللغة الأم ليست فقط وسيلة للتواصل، بل رابط حيوي بالهوية الثقافية والجذور. وتضيف: “تعلم الإنجليزية أو الهولندية أمر مهم جدًا، لكن لا يجب أن يكون على حساب لغتنا الأصلية. اللهجة المصرية تحمل روحًا وهوية، وهي بوابة الطفل لفهم ثقافته وأسرته ومجتمعه.”
لهذا السبب، جاءت فكرة قناة “MsReemoSupremo”، التي بدأت في فبراير 2024، لتقدم محتوى مدروسًا للأطفال من عمر عام حتى خمس سنوات، باللغة العربية وباللهجة المصرية تحديدًا، وبأسلوب مشابه لما تقدمه القنوات العالمية مثل “Ms. Rachel”، ولكن بتوجه محلي عربي مصري.
محتوى ترفيهي تعليمي وآمن
تعتمد ريم الشرباصي في تصميم محتوى القناة على أساليب حديثة في التربية، مستفيدة من تجاربها الشخصية مع تأخر النطق لدى ابنتها، والتي قادتها للتواصل مع متخصصين في التربية والتخاطب داخل وخارج مصر. وتشمل الفيديوهات أغانٍ أصلية باللهجة المصرية و ألعاب تعليمية تفاعلية
• ترجمة أغانٍ شهيرة إلى العربية الفصحى واللهجة المصرية
• تمارين بسيطة لتحفيز النطق والكلام
• حلقات توجيهية للأهالي حول كيفية استخدام الفيديوهات كأداة تعليمية فعالة
دعم الأمهات المستقلات
جانب آخر يميز “MsReemoSupremo” هو تركيزها على دعم الأمهات المستقلات، حيث صرّحت ريم بأن القناة “لا تخدم الأطفال فقط، بل تساند الأمهات في رحلتهن التربوية، وتمنحهن لحظات راحة واطمئنان بينما يتعلم أطفالهن بطريقة آمنة وممتعة.”
مستقبل القناة
تخطط ريم الشرباصي لتوسيع محتوى القناة ليشمل برامج تفاعلية مباشرة، ومقاطع تعليمية مشتركة مع مختصين في التربية والتخاطب، بالإضافة إلى تطوير تطبيق مصاحب يتيح للأهالي تحميل الأغاني والألعاب التعليمية على هواتفهم.