ورشة أكاديمية الشرطة 44: تعزيز قدرات الحكومة لمواجهة مخططات زعزعة الاستقرار

نظمت أكاديمية الشرطة، ممثلة في مركز بحوث الشرطة بوزارة الداخلية، ورشة العمل التدريبية الـ44 تحت عنوان: "دور الجهاز الحكومي في مواجهة مخططات إسقاط الدول". وقد شهدت الورشة مشاركة عدد من الكوادر الإدارية من مختلف الوزارات والمجالس القومية المتخصصة، مثل وزارات التضامن الاجتماعي، الثقافة، التربية والتعليم، والمجالس القومية للمرأة، حقوق الإنسان، الأشخاص ذوي الإعاقة، والطفولة والأمومة.
أهداف الورشة ومحتوى المناقشات
تأتي هذه الورشة كجزء من استراتيجية شاملة تتبناها وزارة الداخلية لتعزيز الوعي المجتمعي والتحصين الفكري لمؤسسات الدولة، في ظل التحديات المتزايدة التي تهدد الأمن القومي، وبالأخص مخاطر الحروب غير التقليدية التي تستهدف زعزعة الاستقرار من الداخل.

ركزت الورشة على مناقشة محاور هامة تتعلق بالأمن القومي المصري، أبرزها: "تطور مفهوم الحرب وانتقالها من المواجهة المباشرة إلى حروب الجيل الرابع، مخططات التقسيم وإسقاط الدول من الداخل، حرب اللاعنف وصناعة الدولة الفاشلة، وآليات التصدي للشائعات الممنهجة والتضليل الإعلامي."

التوصيات والنتائج
شهدت الورشة تفاعلًا كبيرًا بين المشاركين، حيث أفرزت المناقشات مجموعة من التوصيات الهامة التي أبرزها تأكيد قدرة الدولة المصرية على تفكيك وإجهاض العديد من المخططات التي استهدفت تقويض أركانها من الداخل. كما تم الإشادة بقدرات مؤسسات الدولة، وعلى رأسها وزارة الداخلية، في إدارة الأزمات والتصدي للتحديات الفكرية والإعلامية.
الزيارات الميدانية
شملت الورشة أيضًا زيارات ميدانية هدفها تعريف المشاركين بالجهود الميدانية والفنية التي تبذلها الأجهزة الأمنية في مواجهة التحديات. فقد قام الوفد بزيارة مقر قطاع الإعلام والعلاقات بوزارة الداخلية، حيث تم استعراض الإمكانيات الحديثة المستخدمة في رصد الشائعات وتحليلها، إضافة إلى كيفية إعداد مواد إعلامية احترافية لمواجهة هذه الشائعات عبر مختلف الوسائط، بما في ذلك منصات التواصل الاجتماعي.
كما زار المشاركون مقر الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، حيث تم عرض جهود مكافحة المخدرات وسبل رفع الوعي المجتمعي بمخاطر تعاطي المخدرات، مع التركيز على الوقاية كخط دفاع أول لحماية الأجيال القادمة.

رسالة وزارة الداخلية
أكد القائمون على الورشة أن هذه اللقاءات التدريبية تأتي في إطار رؤية متكاملة تنتهجها وزارة الداخلية لترسيخ قيم المواطنة ونشر الوعي بمخاطر الشائعات، مع تعزيز دور الجهاز الإداري للدولة في الحفاظ على أمن واستقرار الوطن. وأضافوا أن هذه المبادرات تبرز أهمية التوعية الفكرية والإعلامية، حيث لا تقتصر المواجهة على الأمن الميداني فقط، بل تشمل أيضًا تحصين العقول ضد الحملات الممنهجة التي تهدف إلى زعزعة ثقة المواطنين في مؤسساتهم الوطنية.

تعكس ورشة العمل التدريبية الـ44 في أكاديمية الشرطة إيمان وزارة الداخلية العميق بأن التحديات الفكرية والإعلامية تشكل تهديدًا خطيرًا لا يقل أهمية عن التحديات الأمنية. ويظهر ذلك من خلال التأكيد على أهمية نشر الوعي والتوعية لمكافحة التضليل الإعلامي وتعزيز القدرة على التمييز بين الحقيقة والزيف.