اجتماعات دبلوماسية.. مساعٍي مصرية لنزع فتيل التوتر بين إيران والطاقة الذرية
شهدت العاصمة المصرية القاهرة، اليوم، نشاطاً دبلوماسياً مكثفاً تمثل في عقد سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى بين مسؤولين مصريين وإيرانيين ودوليين، في إطار جهود احتواء التوتر المتصاعد بين إيران والوكالة الدولية لـ الطاقة الذرية، ووفق ما أفاد به أيمن عماد، مراسل قناة "القاهرة الإخبارية"، فقد التقى وزير الخارجية بنظيره الإيراني، في خطوة تهدف إلى تهدئة الأوضاع وتعزيز فرص الحوار البناء.
وعقب هذا اللقاء الثنائي، عقد وزير الخارجية اجتماعاً منفصلاً مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قبل أن تختتم المشاورات بجلسة ثلاثية ضمت الأطراف الثلاثة، تمحورت حول ضرورة خفض التصعيد واستعادة الثقة المتبادلة بين إيران والوكالة الدولية لـ الطاقة الذرية.
خلفية التوتر .. تقرير دولي يثير غضب إيران
تأتي هذه اللقاءات عقب إصدار بيان بين إيران والوكالة الدولية لـ الطاقة الذرية تقريراً يتضمن معلومات وصفت بالحساسة عن المشروع النووي الإيراني، وهو ما قوبل برفض واستنكار شديد من الجانب الإيراني، الذي اعتبر التقرير تجاوزاً للخطوط الحمراء، وفي هذا السياق، سعت القاهرة، بما لها من دور إقليمي محوري، إلى التدخل الفوري لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، والعمل على تهدئة الأجواء عبر الوسائل الدبلوماسية.
وأشار أيمن عماد خلال مداخلته الإعلامية إلى أن مصر أكدت خلال اللقاءات أهمية تغليب الحوار والدبلوماسية على التصعيد، انطلاقاً من دورها التاريخي كوسيط إقليمي يسعى لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة والتهدئة بين إيران والوكالة الدولية لـ الطاقة الذرية.
لقاءات رئاسية .. تدعم الوساطة العمانية وتؤكد الموقف المصري
وفي خطوة تعزز من الجهود المصرية، عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي لقاءين منفصلين مع كل من وزير الخارجية الإيراني والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وخلال لقائه بالمسؤول الإيراني، جدّد الرئيس السيسي دعم مصر الكامل للمبادرات التي تقودها سلطنة عمان لإعادة الاستقرار في العلاقات بين طهران وواشنطن، معرباً عن أمله في التوصل إلى تفاهمات تحفظ أمن واستقرار المنطقة.
كما تطرق اللقاء إلى عدد من الملفات الإقليمية، على رأسها القضية الفلسطينية، حيث شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على موقف بلاده الثابت والداعم لحل الدولتين وتحقيق السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط.
إشادة دولية بالتعاون النووي السلمي بين مصر والوكالة
من جانبه، أثنى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية على الدور المصري في دعم برامج الطاقة النووية السلمية، مشيداً بمستوى التعاون القائم بين القاهرة والوكالة، مشيرًا إلى مشروع "الضبعة النووي" باعتباره نموذجاً متقدماً لهذا التعاون، مؤكداً أن المشروع يسهم في تعزيز قدرات مصر لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الكهرباء، ويمثل خطوة استراتيجية نحو استخدام آمن وسلمي للطاقة النووية في المنطقة.
تعكس هذه التحركات الدبلوماسية المكثفة حرص مصر على الحفاظ على الأمن الإقليمي واحتواء التوترات الدولية من خلال الحوار والوساطة البناءة. كما تؤكد اللقاءات الأخيرة على مكانة القاهرة كطرف فاعل يسعى لخلق توازن في ملفات حساسة تتجاوز حدود المنطقة.
وبهذا الدور المتجدد، تواصل مصر ترسيخ مكانتها كجسر تواصل بين الشرق والغرب، حاملة رسالة السلام والاستقرار في منطقة تعاني من أزمات متلاحقة وتحديات متزايدة.
