عاجل

وسط دعم الطلب وشح الإمدادات.. جولدمان ساكس: أوبك+ تواصل رفع الإنتاج حتى أغسطس

تعبيرية
تعبيرية

في تحول واضح في النظرة المستقبلية، عدّل بنك جولدمان ساكس توقعاته بشأن سياسة إنتاج النفط لتحالف "أوبك+"، مرجحًا استمرار رفع الإنتاج للشهر الرابع على التوالي في أغسطس المقبل، وذلك خلافًا لتقديراته السابقة التي توقعت تعليق الزيادات بعد اجتماع التحالف الأخير.

 

وكتب محللو البنك، ومن بينهم دان سترويفن، في مذكرة حديثة أن عدة عوامل إيجابية تقف وراء هذا التوجه، من بينها:

 

  • شح نسبي في الإمدادات في سوق النفط الفورية.
  • بيانات اقتصادية عالمية قوية فاقت التوقعات، مما يدعم الطلب.
  • التأثير الموسمي للصيف الذي يزيد من الاستهلاك النفطي عالميًا، خاصة في قطاعي النقل والكهرباء.

 

 

 اتفاق يوليو: رفع 411 ألف برميل يوميًا

 

كان تحالف "أوبك+"، الذي يضم منظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك) وعددًا من المنتجين المستقلين بقيادة روسيا، قد اتفق خلال اجتماعه يوم السبت الماضي على رفع مستهدفات الإنتاج بنحو 411 ألف برميل يوميًا في يوليو المقبل، وهي نفس الزيادة التي تم اعتمادها لشهري مايو ويونيو.

 

ويعد هذا القرار بمثابة تحول جذري في سياسة التحالف، التي كانت في السابق تركز على خفض الإنتاج لدعم الأسعار في ظل تقلبات الأسواق بعد جائحة كورونا.

 

 تحول استراتيجي: من حماية الأسعار إلى تلبية السوق

 

يرى "جولدمان ساكس" أن هذه السياسة تشير إلى اتجاه أوبك+ نحو إعادة الفائض إلى السوق تدريجيًا، في محاولة للوصول إلى توازن جديد بين العرض والطلب، وفي الوقت نفسه تعزيز وحدة التحالف، وتوجيه رسالة ضغط إلى منتجي النفط الصخري الأميركي الذين قد يتأثرون باستمرار نمو الإمدادات.

 

 من المتوقع تثبيت الإنتاج من سبتمبر

 

ورغم استمرار سياسة الزيادة حتى أغسطس، يتوقع "جولدمان" أن تُبقي "أوبك+" على مستويات الإنتاج دون تغيير اعتبارًا من سبتمبر، بالتزامن مع تباطؤ الاقتصاد العالمي في الربع الثالث من العام الجاري، وارتفاع إنتاج الدول غير الأعضاء في "أوبك+"، مثل الولايات المتحدة وكندا والبرازيل.

 

ومع ذلك، لم يستبعد البنك وجود مخاطر إضافية قد تدفع التحالف إلى إقرار زيادات جديدة في الإنتاج إذا واصل الطلب الارتفاع بوتيرة تفوق التوقعات.

 

 توقعات أسعار النفط

 

أبقى البنك الأميركي على توقعاته لأسعار خام برنت عند مستوى 60 دولارًا للبرميل لبقية عام 2025، مع متوسط سعر 56 دولارًا في عام 2026، مشيرًا إلى أن خام غرب تكساس الوسيط (WTI) سيظل أقل من خام برنت بنحو 4 دولارات خلال هذه الفترة، نتيجة فروقات السوق واللوجستيات.

 

وتعكس تحركات "أوبك+" الأخيرة مرونة تكتيكية غير مسبوقة في التعامل مع ديناميكيات السوق، حيث لم يعد التحالف يكتفي بالحفاظ على الأسعار، بل بات يسعى لتلبية الطلب النشط ومنع دخول منافسين جدد. في المقابل، تبقى قدرة السوق على استيعاب هذه الإمدادات رهن الطلب الصيني، والنمو الأميركي، واستقرار الأسواق الناشئة.

تم نسخ الرابط