الإفتاء” توضح حكم صيام يوم عرفة إذا فاجأت المرأة الدورة الشهرية بعد نية الصيام
مع اقتراب يوم عرفة، وتحرص النساء على اغتنامه بالصيام لما له من فضل عظيم، تتزايد الأسئلة حول بعض الحالات الخاصة التي قد تطرأ، ومنها ما إذا شرعت المرأة في صيام هذا اليوم الفضيل، ثم فاجأها دم الحيض خلال النهار، فما الحكم الشرعي في هذه الحالة وفي هذا السياق أجابت دار الإفتاء المصرية أنه إذا شرعتِ المرأة في صيام يوم عرفة ففاجأها العذر ممَّا اضطرها إلى الفطر فثوابها عند الله غير منقوص بإذن الله؛ لعموم قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَحِيمٌ، مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرًا، إِلَى سَبْعِ مِائَةٍ، إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ» رواه أحمد من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. والله هو المتفضل على عباده بالأجر والثواب. وممَّا ذُكِر يُعلَم الجواب عن السؤال.
وأوضحت الدار أن من أهم الأعمال التي يُستحب للمرأة الحائض أن تقوم بها في يوم عرفة:
1. الذكر والدعاء: يُستحب الإكثار من التهليل والتكبير والتحميد والدعاء، خاصة دعاء يوم عرفة، فالدعاء من أعظم القربات، ولا يُشترط له الطهارة. وقد قال النبي ﷺ: “خير الدعاء دعاء يوم عرفة”.
2. الاستغفار والتسبيح: فهي من العبادات التي يُحبها الله، ويمكن للمرأة ممارستها في كل وقت، خاصة في الأيام الفاضلة.
3. قراءة القرآن من غير مس المصحف: جمهور العلماء يجيزون للحائض قراءة القرآن بدون أن تمس المصحف مباشرة، ويمكنها القراءة من تطبيق إلكتروني أو من حفظها.
4. الصدقة وصلة الرحم: من الأعمال العظيمة في هذا اليوم أن تحرص المرأة على الصدقة ولو بالقليل، وأن تصل رحمها بالاتصال أو السؤال عن أهلها وأقاربها.
5. النية الصالحة: تُثاب المرأة على نيتها، فإذا كانت تنوي الصيام أو الصلاة لولا عذر الحيض، كتب الله لها الأجر كاملًا
فضل صيام يوم عرفة :
يوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويعد من أعظم الأيام في السنة الإسلامية، حيث تتجمع فيه ألوف الحجاج على جبل عرفة لأداء الركن الأعظم من الحج. لهذا اليوم فضل عظيم وثواب كبير، خاصة لمن يصومه من غير الحجاج.
صيام يوم عرفة يكفر ذنوب السنة الماضية والقادمة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده.”
(رواه مسلم، حديث رقم 1162)
هذا الحديث يدل على أن صيام يوم عرفة يكفر ذنوب عامين: العام الذي قبله والعام الذي بعده، أي ذنوب السنة الماضية والسنوات القادمة. وهذا استثناء عظيم، يجعل من صيام هذا اليوم فرصة عظيمة لمحو الذنوب والتقرب إلى الله.
يوم عرفة من أفضل أيام الدنيا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“أفضل الأيام عند الله يوم عرفة، ثم يوم النحر، ثم أيام التشريق.”
(رواه النسائي والترمذي)
وهذا الحديث يوضح أن يوم عرفة هو أفضل الأيام التي يمكن للمسلم أن يعيشها، لما فيه من رحمة وبركة وقرب من الله عز وجل.
فضائل أخرى متعلقة بيوم عرفة
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“ما من يوم أكثر الله فيه من عباده عتقا من النار من يوم عرفة.”
(رواه مسلم)
فهذا اليوم يحمل فرصة عظيمة للمغفرة والعتق من النار، سواء للحجاج أو لمن يصومه طلبًا للأجر والثواب.
صيام يوم عرفة سنة مؤكدة لغير الحجاج
لم يرد أمر صريح بوجوب صيام يوم عرفة على غير الحجاج، لكنه من السنن المؤكدة والمندوبة بشدة، إذ كان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه ويدعو غير الحجاج إلى ذلك.
قال ابن قدامة في كتابه المغني:
“وصيام يوم عرفة مستحب لما ثبت من حديث النبي صلى الله عليه وسلم في فضل هذا اليوم.”
حكم صيام يوم عرفة للحاج
الحاج لا يصوم يوم عرفة، لأن صيامه أثناء وقوفه بعرفة يفطر الحج ويضر به، لكن لغير الحجاج يستحب صيام هذا اليوم لفضل أجره العظيم
