"ماذا ينتظرك من الله؟"..رسائل ابنة أحمد الدجوي الأولي لقاتل والدها

لن أصمت ولن أتراجع يومًا عن الحديث عن ما تعرض له والدي أحمد الدجوي، بتلك الرسائل عبرت نوال أحمد الدجوي الإبنة الكبري للراحل الدكتور أحمد الدجوي، الذى توفى منذ أسابيع قليلة وأثارت قضيته مواقع التواصل الاجتماعي.
لم تكن وفاة الدجوي طبيعية، هذا ما أكدته ابنته التى شاركت متابعيها بفيديو يجمعها بوالدها وتوثق من خلاله رحلاتهم سويًا خارج البلاد، مؤكدة أنها لم تفقد أبًا فقط بل أنها فقدت صديقها الوحيد.
وقالت نوال الدجوي “الحفيدة” من خلال حسابها الشخصي عبر “إنستجرام” :" قد لا يكون والدي كان حاضرًا دائمًا لأنه كان دائمًا يعمل، لكن عندما كان يكون موجودًا، كانت اللحظات معه لا تُنسى أبدًا. كنت أعد اللحظات حتى أراه بعد يوم طويل من العمل. لم أحظ بوقت طويل مع والدي، لكن الوقت القليل .الذي قضيته معه كان ثمينًا جدًا جدًا".

وتابعت نوال الدجوي: "استمتعت بالسفر معه، إلى الجلوس معه في السيارة لنشتري القهوة، لا توجد لحظة واحدة .مع والدي لا أعتبرها ذكرى سأعتز بها طوال حياتي.
وأكدت نوال الدجوي أنها تقبلت مشيئة الله فى فقدان والدها، ولكنها لا تتحمل أن يظل قاتل والدها دون عقاب، مؤكدةً أنها تعلمه جيدًا ، وتساءلت قائلة: “أنا أقبل أن هذه مشيئة الله، والله يعلم أنني مؤمنة بذلك, لكن بأي حق تكون أنت السبب في ما حدث؟ أنت تعرف نفسك جيدًا. كيف تستطيع أن تنام ليلًا بعد ما فعلته؟”.
وتابعت: “زوجة لم يعد لديها زوج، وأبناء لم يعد لهم أب، وأنا فقدت أعز أصدقائي، وأختي الصغيرة التي لن تستطيع أبدًا أن تصنع ذكريات جديدة مع والدها... لقد رحل إلى .الأبد، وأنت السبب، من أجل المال، وأنا لا أستطيع الانتظار لرؤية ما يخبئه اللّٰه لك مقابل ما ارتكبته من فظائع، لأنك ستكمل .حياتك، بينما والدي، أحمد شريف الدجوي, لن يتمكن من ذلك أبدًا".
ونشرت نوال الدجوي فيديو لها يجمعها بوالدها هى وأخواتها وعلقت:" عمري ما هسامح اللى عمل فيك كدة يا حبيبى .. كل اللى بتمناه انهم يعيشوا جزء من الحزن اللى احنا فيه ".

أكد الدكتور محمد شحاتة، الممثل القانوني للدكتورة نوال الدجوي وحفيداتها، أن أول اجتماع عائلي بين الأطراف المتنازعة في أسرة الدكتور أحمد الدجوي، بعد وفاته، شهد لحظات إنسانية مؤثرة، تخللتها مشاعر مختلطة وبكاء وصمت.
وقال شحاتة، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "كلمة أخيرة" المذاع على قناة ON، إن الاجتماع الذي عُقد في منزل أحد المقربين من جميع الأطراف ويحظى بثقتهم، استمر لمدة أربع ساعات، وجمع بين الدكتورة ماهيتاب، والمهندسة أنجي منصور، وعمرو الدجوي.
وأوضح أن عمرو الدجوي وصل إلى مكان اللقاء قبل وصول الحفيدتين، كريمتا الدكتورة منى الدجوي، وفور لقائهما تم تبادل واجب العزاء للمرة الأولى، مشيرًا إلى أن عمرو قدَّم بدوره العزاء للحفيدتين في وفاة عمته، الدكتورة منى الدجوي، وهو أول تبادل رسمي للعزاء بين الأطراف المتصارعة.
التأثر العاطفي الشديد
وأشار شحاتة إلى أن اللحظات الأولى من الاجتماع اتسمت بالتأثر العاطفي الشديد، حيث غلبت مشاعر الحزن والبكاء على جميع الحضور، مع لحظات من الصمت، مؤكدًا أن أفراد العائلة شعروا بأنهم أصبحوا "نصف عائلة"، بعد رحيل عدد من رموزها، ما عزز قناعتهم بضرورة استعادة وحدة العائلة وترابطها كما كان في السابق.
ورغم ما حمله الاجتماع من مشاعر إيجابية، كشف شحاتة أن هناك تبادلًا للوم حدث "بنظرات العيون"، إلا أن الجميع اتفق في نهاية المطاف على أن الأطراف الخارجية كانت السبب الرئيسي في تعميق الأزمة العائلية، وأنها لعبت دورًا سلبيًا في إدارة الملف وبث الفتنة داخله.
وأضاف أن الاجتماع انتهى بموافقة جماعية على تنحية أي أطراف خارجية عن النزاعات العائلية، معتبرين أنها لم تعد محلًا مقبولًا ضمن إطار التسوية.
وعن هوية تلك الأطراف، قال شحاتة ردًا على سؤال الإعلامية لميس الحديدي، إن من بينها المستشار القانوني السابق للدكتورة نوال الدجوي، ويدعى "إيهاب"، مؤكدًا أنه كان طرفًا رئيسيًا في الساعات الأولى والأخيرة من الخلاف، وأنه تجاوز أخلاقيات مهنة المحاماة بتدخلاته غير المهنية في الشأن العائلي.
وتابع قائلًا: "لا يجوز أن يكون المحامي هو مصدر إثارة الفتنة بين أفراد العائلة"، مضيفًا أن أفعاله مثار عدد من القضايا المنظورة حاليًا.
وختم بالقول: “الأفضل الآن أن نتحدث عن فرص الصلح ولمّ الشمل بدلاً من الاستمرار في نزاعات لا طائل منها”.