عاجل

خبير سياسي: غزة تتحول إلى مسرح إبادة جماعية وسط نداءات دولية لنتنياهو

قطاع غزة
قطاع غزة

قال أحمد شديد، الخبير في الشؤون الإسرائيلية  إن صحيفة هآرتس الإسرائيلية انفردت منذ بداية الحرب بمعارضة سلوك حكومة نتنياهو، ليس فقط بسبب الحرب على غزة، بل بسبب قضايا أخرى كثيرة. وأشار إلى أن أكثر من 160 كاتبًا ومفكرًا إسرائيليًا وجهوا رسالة لنتنياهو، دعوه فيها لإنهاء الحرب حفاظًا على أمن واستقرار إسرائيل، مؤكدين أن استمرار الحرب غير الشرعية يهدد الأمن الإسرائيلي على المدى الاستراتيجي.

 

وأضاف شديد في مداخلة علي قناة" القاهرة الإخبارية " يبدو أن نتنياهو يدرك أن ما بعد وقف الحرب سيعني محاكمته ومقاضاته، خاصة أنه معروف بقدرته على تكسير رؤوس المعارضة داخل حزب الليكود وخارجه. اليوم لديه معسكر كامل من الأعداء والخصوم، من وزراء دفاع سابقين، ورؤساء وزراء، وأحزاب معارضة، لكن المجتمع الإسرائيلي لم ينضج بعد للخروج ضد استمرار حكومته.

وتحدث عن الموقف الأوروبي، قائلاً رغم الأصوات الجيدة التي تخرج أحيانًا، إلا أن القرار الأوروبي ما زال غير قادر على التمرد على الإرادة الأمريكية، ولا يستطيع الخروج من عباءة الناتو وقراراته، خصوصًا فيما يتعلق بالصراع في الشرق الأوسط.

وفيما يخص المساعدات لغزة، أشار شديد إلى أن القطاع تحول إلى "حقل تجارب" لسياسات التهجير، قائلاً  شاهدنا كيف تم إقامة الميناء العائم بتمويل أمريكي، لتجميع الناس تحت مسمى المعونات الإنسانية، وهناك تصريحات أمريكية سابقة حول استيعاب دول عربية للفلسطينيين. التهجير هو جزء من النصر الاستراتيجي الذي يريده نتنياهو، والولايات المتحدة لن تقبل بهزيمة إسرائيل.

واختتم شديد مداخلته بالتأكيد على أن ما يجري في غزة يتجاوز مجرد العمليات العسكرية ليصل إلى محاولة فرض واقع جديد من خلال التهجير الجماعي، وسط صمت دولي وعجز عن وقف العدوان.

 

وشهد القطاع الصحي في غزة انهيارًا شبه كامل منذ اندلاع الحرب، حيث تعرضت المستشفيات والمراكز الطبية لهجمات مباشرة ومتكررة من قبل الجيش الإسرائيلي، شملت القصف الجوي والبري واقتحام المستشفيات واحتجاز المرضى والكوادر الطبية. أدى هذا إلى تدمير أقسام حيوية مثل الحضانة وغسيل الكلى والعناية المركزة، ونفاد الوقود والكهرباء، مما تسبب في وفاة العديد من الأطفال المبتسرين والمرضى الذين يعتمدون على الأجهزة الطبية.

بحلول منتصف 2024، لم يعد يعمل سوى ثلث مستشفيات غزة بشكل جزئي، بينما خرجت معظم المستشفيات عن الخدمة بسبب نقص الوقود والإمدادات الطبية، واضطر الأطباء لإجراء عمليات بتر وولادات قيصرية دون تخدير. كما وثقت منظمة الصحة العالمية 450 هجومًا على النظام الصحي في غزة خلال أشهر قليلة فقط.

القوات الإسرائيلية لم تكتفِ بالقصف، بل حاصرت المستشفيات الكبرى مثل الشفاء والرنتيسي، واعتقلت الأطباء والمرضى، وأحرقت أقسامًا كاملة، بل ونبشت قبور الموتى في بعض الحالات. وأشار شهود عيان إلى أن الجيش الإسرائيلي منع دخول الماء والكهرباء والغذاء للمستشفيات، وأساء معاملة العاملين الصحيين، وأجبر الجميع على الإخلاء تحت التهديد.

كل هذه الانتهاكات أدت إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث أصبح المرضى يموتون بصمت، والجرحى بلا علاج، والمجتمع الدولي عاجز عن وقف هذا الانهيار.  
 

تم نسخ الرابط