عاجل

حين يصنع مهاجرون مصريون سينما بوجه إنساني من قلب هوليوود ،  يقترب الأمل بخطوات مهاجرين لا يزالون يحملون جذورهم في قلوبهم، يكشفون الستار عن المسكوت عنه  في نفوس شباب يطمحون بفرصة تحقيق الحلم الأمريكي أياً كان الثمن…
نعم، هم مهاجرون، لكنهم لم يذوبوا في الغربة. حملوا معهم حكاياتهم، لغتهم، وقضاياهم، وقرروا أن يصيغوها بعدسة السينما لتُعرض على شاشات العالم.
هكذا وُلد فيلم “٤٠ يوم”، وهو فيلم مصري مستقل من إنتاج وتنفيذ فنانين مصريين مهاجرين في الولايات المتحدة، عرض لأول مرة في قاعات السينما الأمريكية في 30 مايو 2025، انطلاقًا من مدينة أورانج بكاليفورنيا. يجمع الفيلم بين الإبداع المصري والاحترافية السينمائية الأمريكية، ويحمل رسالة إنسانية تتجاوز حدود الجغرافيا.
وسط زخم الإنتاج الهوليوودي، يخطو صُنّاع “٤٠ يوم” خطوة جريئة نحو العالمية، ليس كضيوف على الشاشة، بل كصنّاع حقيقيين للسينما.
الفيلم يمثل تجربة مختلفة في مشهد السينما المستقلة، ويتناول إحدى أكثر القضايا تعقيدًا وإنسانية: الهجرة غير الشرعية.
انطلقت الفكرة من الفنانة "ميرا فيكتور"، التي كتبت المحتوي الرئيسي للعمل، وأصرّت على تقديم قصة واقعية تمس ملايين المهاجرين دون تهويل أو تبسيط. لم تكن ميرا بطلة الفيلم فقط، بل كانت قلبه النابض، من الفكرة حتى التنفيذ، بدعم ورؤية المخرج بيتر تكلا.
يروي الفيلم رحلة محفوفة بالمخاطر يخوضها مهاجرون يسلكون طرقًا غير شرعية تنظمها عصابات تهريب دولية عبر حدود المكسيك إلى الولايات المتحدة، بحثًا عن حياة أفضل.
ورغم تنوع الجنسيات داخل العمل، حرص القائمون عليه على إبراز الوجه الحقيقي لرحلة تبدأ بحلم، وتنتهي في كثير من الأحيان بالخوف والعنف والمجهول.
الفيلم لا يكتفي بسرد الأحداث، بل يطرح سؤالاً وجوديًا مؤلمًا: ماذا يساوي كل هذا الهوان؟
من أبرز مكاسب الفيلم أنه أبرز مجددًا قدرة الجالية المصرية في الولايات المتحدة على التكاتف والعمل المشترك. لعب المصريون أدوارًا محورية أمام وخلف الكاميرا، بعد أن أقنعتهم ميرا برؤيتها، فشارك في الإنتاج"وائل نظمي"
و"ليلي بنس"، كما ظهر في العمل "رأفت صليب"، رئيس اتحاد المصريين في أمريكا، بشخصيته الحقيقية كمساند وداعم للمهاجرين المصريين، في تجسيد صادق لدور  رموز الجالية.
استطاع الفيلم كذلك جذب أسماء مهمة في البطولة، على رأسهم الفنان "حسام داغر"، الذي قضى نحو تسعة أشهر في تصوير العمل، إلى جانب نجوم من الهند وباكستان والأردن وكوريا والصين والولايات المتحدة. هذا التنوع يعكس الطبيعة الدولية والانسانية للقضية، مع الحفاظ على البصمة المصرية الواضحة في النص والطرح والرسالة.
“٤٠ يوم” ليس فقط تجربة فنية، بل هو إعلان صريح بأن المصريين في الخارج ليسوا فقط سفراء لوطنهم، بل صناع تغيير وأصحاب بصمات في مجتمعاتهم الجديدة ، وروّاد في إنتاج محتوى إنساني قادر على الوصول إلى العالم، دون أن يتنكر لهويتهم، أو ينفصل عن جذورهم.

تم نسخ الرابط