الاحتلال يدمر 70 مبنى في غزة.. ومدنيون يستهدفون أثناء طلبهم المساعدات

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي شنّ غارات عنيفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة، في تصعيد دموي جديد يُضاف إلى سجل الاعتداءات المستمرة على المدنيين الفلسطينيين.
وقد كشف يوسف أبو كويك، مراسل قناة القاهرة الإخبارية من قطاع غزة، أن القصف الجوي طال أحياء مكتظة بالسكان، وأسفر عن تدمير واسع للبنية السكنية، إضافة إلى سقوط عشرات الشهداء، من بينهم ضحايا لمجزرة جديدة بحق المدنيين الباحثين عن المساعدات.
استهداف للبنية السكنية
أوضح يوسف أبو كويك أن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت غارات مكثفة منذ ساعات الصباح الأولى على قطاع غزة، استهدفت مناطق حيوية في حي الشيخ رضوان ومنطقة الصفطاوي شمال القطاع، وأسفر القصف عن تدمير 6 بنايات سكنية متعددة الطوابق، بعد أن تم إنذار سكانها وإجبارهم على إخلائها خلال دقائق معدودة فقط.
وتابع يوسف أبو كويك: "هذا الأسلوب المتبع من قبل قوات الاحتلال من العدوان على قطاع غزة، والذي يزعم منح السكان "فرصة للإخلاء"، لا يُخفي بشاعة استهداف المباني المدنية والاعتداء على حياة مئات العائلات".
تدمير ممنهج لـ70 مبنى
وأضاف يوسف أبو كويك أن عدد المباني السكنية التي دمرتها القوات الإسرائيلية خلال الأيام الثلاثة الماضية بلغ نحو 70 مبنى، في إشارة إلى تصعيد خطير ومستمر في استهداف المدنيين والبنية التحتية داخل قطاع غزة المحاصر.
وأشار يوسف أبو كويك إلى استمرار دوي الانفجارات في حي الشيخ رضوان نتيجة إنذارات بعمليات قصف جديدة قد تطال أحياء أخرى، مما أثار حالة من الذعر بين السكان، خاصة بعد تجدد التهديدات الإسرائيلية بإخلاء مناطق جديدة خلال الساعة الأخيرة.
ومجزرة جديدة في خان يونس
منذ فجر اليوم وحتى اللحظة، بلغ عدد الشهداء قرابة 50 شهيدًا، وفق ما أفاد يوسف أبو كويك وتركزت الحصيلة الأكبر في محافظة خان يونس، حيث سقط نحو 40 شهيدًا، من بينهم 31 شهيدًا في "مجزرة المساعدات"، التي وقعت أثناء توجه مواطنين فلسطينيين للحصول على المساعدات الإنسانية في المنطقة الشمالية الغربية من مدينة رفح قطاع غزة.
ووصف يوسف أبو كويك المشهد بالمأساوي، مؤكدًا أن المدنيين الذين كانوا ينتظرون الحصول على الغذاء والدواء، تعرضوا لإطلاق نار مباشر من قبل الآليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
الزوارق الحربية تطارد النازحين في رفح
في تطور خطير ولافت، أشار يوسف أبو كويك إلى أن الزوارق الحربية الإسرائيلية لاحقت النازحين الفارين من المجزرة في رفح جنوب قطاع غزة، وخاصة أولئك الذين تجمعوا في المناطق القريبة من الشريط الساحلي بحثًا عن ملاذ آمن أو مساعدات إنسانية.
وأكد يوسف أبو كويك أن المشهد في القطاع يتجه نحو مزيد من التدهور الإنساني، في ظل غياب أي ممرات آمنة للمدنيين، واستمرار استهدافهم في أماكن تجمعهم، حتى تلك المرتبطة بالإغاثة الإنسانية.
كارثة إنسانية في الأفق
وواصل يوسف أبو كويك، تأتي هذه التطورات في وقت يتزايد فيه القلق الدولي من تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، حيث يُحرم مئات الآلاف من السكان من الاحتياجات الأساسية، وسط استمرار العدوان الإسرائيلي وإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات.
ودعت منظمات دولية وإنسانية إلى وقف فوري للعدوان، وفتح ممرات إنسانية آمنة لضمان إيصال المساعدات إلى قطاع غزة، وإنقاذ المدنيين المحاصرين.

غزة تحت النار والإنسانية تُذبح
تُظهر الوقائع الأخيرة حجم الكارثة التي يواجهها سكان قطاع غزة، إذ لم يعد الاستهداف مقصورًا على مواقع عسكرية مزعومة، بل أصبح المدنيون وبيوتهم ومراكز الإغاثة أهدافًا مباشرة للقصف الإسرائيلي، وفي ظل هذا التصعيد، تتزايد المطالبات بموقف دولي حاسم لوضع حد للمأساة المتصاعدة، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح الأبرياء في غزة.