«80 باكو» يحصد إشادة حقوق الإنسان.. معالجة درامية لقضايا النساء في المجتمع

كرّم المجلس القومي لحقوق الإنسان صنّاع المسلسل الدرامي "80 باكو", مشيدًا بما قدمه العمل من معالجة درامية فنية لقضية المرأة المعيلة. وجاء في بيان لجنة التحكيم أن المسلسل يعتبر من أبرز الأعمال التي نجحت في طرح التحديات اليومية التي تواجهها النساء في المجتمع بشكل إنساني وعميق.
معالجة إنسانية
المسلسل الذي كتبته غادة عبد العال وأخرجته كوثر يونس, استطاع أن يعكس حياة النساء المعيلات اللاتي يكافحن لبناء حياة مستقرة لأسرهن وسط الضغوط الاجتماعية والاقتصادية. البيان أكد أن العمل نجح في تقديم نماذج واقعية لنساء يقاومن المصاعب مستخدمات الحيلة كأداة للبقاء، والأمل كوسيلة للمقاومة، وذلك ضمن حبكة درامية محكمة وواقعية.
رمز اجتماعي
أشار البيان إلى أن صالون تجميل، الذي دارت فيه معظم أحداث المسلسل، لم يكن مجرد مكان تقليدي بل حمل رمزية اجتماعية عميقة. فقد مثل الصالون فضاءً خاصًا يواجه التوتر بين الداخل الآمن والخارج المتربص، ما يعكس واقع العديد من النساء في المجتمع. وهو دلالة فنية على رفضهن لمنظومة اجتماعية تسلبهن حقهن في تقرير مصيرهن.
عمق الرسالة الإنسانية
أثنت لجنة التحكيم على الأداء الإخراجي للمخرجة كوثر يونس, التي استطاعت أن تخلق عالماً بصرياً غنياً يمزج بين القسوة والدفء، والوجع والضحكة. واعتبرت اللجنة أن المخرجة استفادت من جميع عناصر العمل الفني لخدمة الرسالة الإنسانية التي يحملها. كما أشادت باختيار موقع أحداث المسلسل في وسط المدينة، حيث يحمل البُعد الرمزي للمكان دلالات قوية على التحولات الاجتماعية الراهنة.
رسالة التضامن
اختتم المجلس بيانه بالإشارة إلى أن "80 باكو" يمثل "صرخة فنية ناعمة في وجه القهر الاجتماعي"، ويعبر عن تضامن مع النساء اللاتي يتحملن عبء الحياة في صمت، ويخضن معاركهن اليومية دون ضوء. وأعرب عن تقديره لكل من شارك في تقديم هذا العمل الذي منح صوتًا لمن لا صوت لهن، وأعاد الاعتبار لقضايا تُغيّبها الدراما في كثير من الأحيان رغم حضورها القوي في واقعنا.
تكريم مسلسل "ظلم المصطبة"
وكان المجلس القومي لحقوق الإنسان قد كرّم في وقت سابق صنّاع المسلسل الدرامي "ظلم المصطبة", الذي عُرض خلال الموسم الرمضاني الماضي، مشيدًا برؤيته الفنية الجريئة في معالجة قضايا القهر والتسلط داخل المجتمع المحافظ.
وأشار البيان إلى أن "ظلم المصطبة" يعد نقلة نوعية في الدراما الاجتماعية، حيث استطاع أن يعيد تسليط الضوء على بيئات محلية تم تهميشها طويلاً ويُبرز تناقضاتها الثقافية، بما يتماشى مع وجدان المصريين وتاريخهم الشعبي العميق.