خبير: انفجار ميناء الحمراء بالإمارات لن يؤثر على الإمدادات النفطية

أعلنت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والدول المتحالفة معها، المعروفة بتحالف أوبك+، عن زيادة الإنتاج النفطي بمقدار 411 ألف برميل يومياً اعتباراً من يوليو 2025، وهذه الخطوة تأتي ضمن إطار استراتيجي متوازن يهدف إلى تلبية الطلب العالمي المتزايد على النفط في ظل تعافي الاقتصاد العالمي وتحسن نشاط الصناعات والنقل.
سياق الزيادة في الإنتاج
يشهد سوق النفط العالمي حالياً حالة من التعافي التدريجي بعد الفترات الصعبة التي مر بها خلال السنوات الأخيرة، بسبب عوامل متعددة شملت جائحة كورونا وتقلبات الطلب والعرض. ومع انتعاش الاقتصادات الكبرى وعودة الحركة الاقتصادية بوتيرة أسرع، ارتفعت الحاجة إلى مزيد من النفط لتلبية احتياجات المصانع وقطاع النقل.
وقال مسؤولون في أوبك+ إن الزيادة التي تبلغ 411 ألف برميل يومياً تمثل استجابة محسوبة توازن بين دعم النمو الاقتصادي العالمي وضمان استقرار الأسعار وعدم الدخول في دوامة هبوطية قد تضر بالدول المنتجة.
دور السعودية ودول أوبك
تعتبر السعودية، أكبر منتج في أوبك، المحرك الأساسي لهذه السياسة الإنتاجية. حيث حافظت المملكة على دور قيادي في ضبط السوق من خلال تعاونها الوثيق مع دول أوبك+ مثل الإمارات، العراق، والكويت. هذه الدول مجتمعة تسعى للحفاظ على توازن السوق ومرونة في مواجهة الأزمات الطارئة.
رأي خبير الطاقة في تأثير انفجار ميناء الحمراء
في سياق الأحداث الأمنية التي شهدتها منطقة الخليج مؤخراً، تعرض ميناء الحمراء للمنتجات البترولية في الإمارات لانفجار أثار قلقاً واسعاً حول تأثير ذلك على الإمدادات البترولية الإقليمية والعالمية.
وعن ذلك، قال د. أحمد عبد الرحمن، خبير سوق النفط والطاقة، إن "انفجار ميناء الحمراء، رغم خطورته، لن يسبب خللاً حقيقياً في تدفقات النفط والمنتجات البترولية في المنطقة. فالامارات تمتلك بنية تحتية لوجستية متقدمة وشبكة بدائل قوية تضمن استمرارية التصدير والتوزيع."
وأضاف عبد الرحمن: "هناك مخزونات استراتيجية ضخمة وتوزيع جيد لموانئ ومرافق النفط التي تمكن الإمارات من امتصاص أي صدمات لوجستية أو تشغيلية، وهو ما يقلل من مخاطر تأثير الحادث على الأسواق."
أفق سوق النفط العالمي
يرى المحللون أن زيادة الإنتاج من أوبك+ يجب أن تقابلها مراقبة مستمرة لحركة الطلب، خاصة في ظل عوامل عدة مثل تباطؤ بعض الاقتصادات الكبرى أو حدوث أزمات جيوسياسية جديدة قد تعيد تشكيل المعادلة في سوق النفط.
وفي هذا الإطار، يشدد خبير الطاقة على أهمية أن تظل أوبك+ مرنة في سياساتها الإنتاجية، قادرة على تعديل الإنتاج حسب معطيات السوق، لتجنب تقلبات الأسعار الكبيرة التي تؤثر على الاقتصاد العالمي.