القومي لحقوق الإنسان يكرم أبطال مسلسل " ولاد الشمس"
أشادت لجنة التحكيم بالمجلس القومي لحقوق الإنسان بمسلسل "ولاد الشمس"، واعتبرته واحدًا من أبرز الأعمال الدرامية التي قدمت في موسم رمضان، لما تضمنه من معالجة إنسانية جادة لقضية مهملة تتعلق بحقوق الأطفال في دور الرعاية، وكشفه لانتهاكات مؤلمة ظلّت طويلاً طيّ التعتيم والتجاهل.
وأكدت اللجنة في حيثيات اختيارها للعمل أن المسلسل لامس وجدان المشاهدين بشجاعة نادرة، من خلال طرح قضية شائكة ومسكوت عنها، منحازًا للضحايا دون مواربة، ومقدمًا شخصيات من لحم ودم، تحمل جراحها بصمت، قبل أن تنطق بها الكاميرا عبر سرد درامي عميق ومؤثر.
وأثنت اللجنة على جودة الكتابة الدرامية، وإحكام بناء الحلقات، وتوازن الصراع بين الشخصيات، مشيرة إلى أن المسلسل تفوّق في تقديم تراجيديا إنسانية بعيدة عن الميلودراما التقليدية، من خلال الحفر في دواخل الأبطال، ورصد تحولاتهم النفسية، مع تجنب المبالغة والافتعال.
كما نال المسلسل تقديرًا كبيرًا بفضل أداء نخبة من الممثلين الشباب الذين برزوا بقوة، إلى جانب الأداء المحترف لنجم كبير منح العمل ثقلاً خاصًا، وسط إشادة بذكاء المخرج في توزيع الأدوار وخلق حالة بصرية مميزة، جعلت من أماكن التصوير، لا سيما دار الأيتام، رمزًا للسجن والقهر والظلام.
واعتبرت اللجنة أن الاسم الظاهري لـ"دار الشمس" تحوّل في المعالجة إلى وكر خفي للانتهاك النفسي والجسدي، فجاءت الإضاءة الخافتة، وزوايا التصوير، والتفاصيل البصرية، لتكشف المكان كمساحة للعذاب، يتوارى فيها النور خلف الجدران العالية، وتتحرك فيها الأرواح كأشباح باهتة تبحث عن الخلاص.
وأبرزت اللجنة أهمية تناول المسلسل لفكرة إساءة استخدام السلطة الأبوية، وما تحمله من رمزية اجتماعية حول القهر باسم الرعاية، مؤكدة أن المسلسل منح الأمل في قدرة الجيل الجديد على كسر هذا القيد واستعادة إنسانيته.
كما خصّت اللجنة الفيلم التسجيلي الذي عُرض عقب الحلقة الأخيرة بإشادة كبيرة، واصفة إياه بأنه امتداد صادق لروح المسلسل، كشف عبر شهادات واقعية ومباشرة حجم الألم الحقيقي، وعمّق من أثر التجربة الفنية في وجدان الجمهور.
واختتمت اللجنة حيثياتها بالتأكيد على أن "ولاد الشمس" عمل درامي استثنائي، لم يكتف بالسرد بل فتح نافذة نحو الحوار والمساءلة، وانحاز بشجاعة للضحايا، ووضع الفن في خدمة الحقيقة، ليؤكد من جديد أن الدراما القوية قادرة على إحداث التغيير وكسر حاجز الصمت.
