تعزيز الشراكة العلمية بين مصر وأوزبكستان في مجال مكافحة الآفات الزراعية

استقبل معهد بحوث وقاية النباتات التابع لمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وفدًا حكوميًا رفيع المستوى من جمهورية أوزبكستان برئاسة تاهرجان رفيقوف، مدير إدارة مجلس الوزراء للاستثمارات والتجارة والزراعة والمياه، وبحضور منصوربيك كيليتشيف سفير أوزبكستان بالقاهرة، وذلك في إطار تعزيز التعاون البحثي وتبادل الخبرات العلمية.
تبادل الخبرات العلمية
وتأتي الزيارة تلبية لدعوة علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، لهم، بهدف تعزيز التعاون البحثي، وتبادل الخبرات العلمية، ومناقشة فرص الشراكة في المجالات الزراعية المختلفة.
ورحب الدكتور أحمد عبدالمجيد، مدير المعهد، بالوفد، مؤكدًا أهمية الشراكات الدولية لتطوير البحوث الزراعية والابتكارات في مجال وقاية النباتات، بما يساهم في تحقيق الأمن الغذائي وتنمية زراعية مستدامة. وجرى خلال الزيارة عرض جهود المعهد في مكافحة الآفات وتطوير تقنيات المكافحة الحيوية، بالإضافة إلى جولة تعريفية بالمتحف المصري المرجعي للحشرات ومعامل البحث المتخصصة.
الاستثمار في القطاع الزراعي
أشار مدير المعهد إلى أن هذا التعاون يسهم بشكل مباشر في تحسين المحاصيل الزراعية وضمان استدامة الإنتاج، مما يدعم الجهود المبذولة لتحقيق الأمن الغذائي وتطوير الممارسات الزراعية الحديثة، مؤكدا أن التنسيق بين الدول أصبح ضرورة ملحة في ظل تحديات تغير المناخ وندرة الموارد، حيث يمثل هذا التعاون فرصة لفتح آفاق جديدة للنمو والاستثمار في القطاع الزراعي، مما يعزز من فرص الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، ويدعم التوجه نحو الزراعة المستدامة والتقنيات الحديثة في مجال الصحة النباتية.
مكافحة الآفات
أكد عبدالمجيد على أهمية تبادل الخبرات في مجال مكافحة الآفات وتطوير تقنيات المكافحة الحيوية، وتعزيز التعاون في مجالات تربية النحل ودودة الحرير، حيث تُعتبر هذه المجالات ذات أهمية كبيرة في تحسين جودة الإنتاج الزراعي، و دعم الاقتصاد الزراعي وتوفير فرص استثمارية جديدة.
وتضمنت الزيارة جولة تعريفية شاملة لجهود المعهد في تطبيق برامج إدارة المكافحة المتكاملة للآفات، حيث تفقد الوفد معمل إنتاج العوامل الحيوية المخصصة لمكافحة آفات المزارع العضوية، بالإضافة إلى مكون مكافحة الآفات الاقتصادية باستخدام الجاذبات الطبيعية. وأبدى الوفد اهتمامًا كبيرًا بالتقنيات الحديثة المستخدمة في السيطرة على الآفات النباتية بطرق طبيعية، والتي تسهم في تعزيز الإنتاج الزراعي وحماية البيئة، بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على المبيدات الكيميائية.
دعم البحوث العلمية
كما زار الوفد المعمل المركزي ومعمل التقييم الحيوي، للاطلاع على دورهما الحيوي في دعم البحوث العلمية داخل المعهد وخارجه، وأشاد بالجهود المبذولة في مجال البحث والابتكار، معبراً عن إعجابه بالبنية التحتية المتطورة والخبرات البحثية المتخصصة التي ساهمت في تعزيز قدرات المعهد في الالتزام بمعايير الصحة النباتية من خلال بناء القدرات في الرصد والتشخيص والمكافحة، فضلاً عن دور مكونات المعهد ومنتجاته في حماية الموارد النباتية عبر آليات الكشف المبكر والسيطرة على انتشار الآفات.
وفي إطار الزيارة، تفقد الوفد المتحف المصري المرجعي للحشرات بقسم بحوث الحصر والتصنيف، والذي يمثل قاعدة بيانات هامة لجمع المعلومات وتحليلها، وتحديد مدى التهديد الذي تشكله الآفات على المحاصيل الزراعية والبيئة، ووضع الاستراتيجيات المناسبة للسيطرة عليها. كما زار الوفد معمل التصنيف المرئي الدقيق الذي يلعب دورًا رئيسيًا في تعريف الحشرات وحماية المزروعات من الآفات المحلية والغازية والوافدة الناتجة عن التبادل التجاري.
وتعد هذه الزيارة خطوة مهمة لتعزيز التعاون العلمي بين الجانبين وذلك في إطار التوجيهات الوزارية والرؤية الاستراتيجية لمركز البحوث الزراعية تمثل انعكاسًا للتوجه نحو دعم البحث العلمي الزراعي وتوظيف الابتكار لتحسين الإنتاجية، عبر منظومة متكاملة تعتمد على الشراكة الدولية لتحقيق تنمية زراعية مستدامة تلبي المتطلبات البيئية والاقتصادية.