أثناء نومك تقوم هذه الحشرات بإقامة حفلة على وجهك..تفاصيل

قد تشعر بالراحة وأنت تغفو ليلًا، لكن الحقيقة أن وجهك لا يكون وحيدًا أبدًا حيث تعيش على وجوه معظم البشر الحشرات والكائنات مجهرية تدعى عث ديموديكس (Demodex mites)، وهي عبارة عن عناكب صغيرة مكونة من 8 أرجل، لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ولكنها تخرج ليلًا من مسام الوجه لتتغذى وتتزاوج وتتنقل على سطح الجلد.
أين تعيش عثات ديموديكس؟ وكيف تنتقل؟
وفي تقرير نشرته CNN حيث تستقر هذه الحشرات في بصيلات الشعر والغدد الدهنية الموجودة في الوجه، خصوصًا في مناطق مثل الخدين، الجبهة، الرموش، والأنف. وأكدت دراسات علمية أن معظم البالغين يحملون هذه الكائنات دون أن يشعروا، إذ تنتقل من الأم إلى الرضيع بعد الولادة مباشرة عن طريق التلامس الجلدي.
وبحسب الباحثة أليخاندرا بيروتي من جامعة ريدينج في إنجلترا، فإن هذه العثات تنشط أثناء الليل، تخرج من مخابئها، وتقوم بـ”حفلة ليلية”، تتجول وتتزاوج على سطح الجلد قبل أن تعود مع أول ضوء إلى داخل المسام.
هل الحشرات تشكل خطرا على الصحة؟
في معظم الحالات، لا تسبب الحشرات وعث ديموديكس أي مشاكل صحية، بل قد تلعب دورًا إيجابيًا في تنظيف المسام من الزيوت والخلايا الميتة. وفي المقابل، تحصل على الميلاتونين الهرمون الذي يفرزه الجلد ويساعد الإنسان على النوم كوقود يعزز طاقتها.
لكن في حالات معينة، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة مثل كبار السن أو المرضى بالعلاج الكيميائي، قد تتكاثر هذه العثات بشكل مفرط، مما يؤدي إلى حالة تعرف باسم داء الدويدية (Demodicosis)، وقد تظهر في شكل حب الشباب، احمرار، جفاف الجلد، تقشر الجفون، أو التهابات متكررة مثل الشعيرة.
كيف تكتشف وجود الحشرات؟ وهل يمكن علاجها؟
لا يمكن رؤية عث ديموديكس بالعين المجردة، ولكن يمكن لطبيب الجلدية أخذ عينة من الجلد باستخدام شريط لاصق أو أداة كاشطة وفحصها تحت المجهر. أما أطباء العيون، فيبحثون عن تراكمات شمعية عند جذور الرموش تشير إلى وجود العث.
لعلاج فرط النمو، يُستخدم دواء الإيفرمكتين الموضعي أو الفموي لتقليل عدد العثّات. وفي 2023، وافقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على قطرات طبية لعلاج التهاب الجفن المرتبط بعثّ ديموديكس.
كيف تحمي نفسك منهم؟
للبقاء في مأمن من مشاكل العثّ، ينصح الخبراء بـ:
• تنظيف الوجه يوميًا بغسول لطيف لإزالة الزيوت الزائدة.
• إزالة مكياج العيون والرموش الصناعية قبل النوم.
• الحفاظ على ترطيب البشرة دون إفراط.
• النوم المنتظم والكافي، لتقليل إفراز الزهم (الدهون) الذي تتغذى عليه العثّات.