مأساة انقطاع مياه الري تهدد أراضي قرية الطوايل بسوهاج بالبوار |صور
تعاني قرية الطوايل التابعة لمركز ساقلتة بمحافظة سوهاج منذ نحو شهرين من أزمة حقيقية بسبب انقطاع مياه الري عن الترعة التي تروي أراضيها الزراعية، ما تسبب في خسائر فادحة للمزارعين وتهديد المحاصيل الصيفية بالبوار، وسط غياب تام لمسؤولي الري وعدم اتخاذ أي إجراءات لحل الأزمة رغم استغاثات الأهالي.
وأكد أبو شامة الناظر، أحد أهالي القرية، أن المياه لم تصل إلى الترعة منذ حوالي ثمانية أسابيع، ما أدى إلى تعذر تجهيز الأراضي لزراعة المحصول الصيفي، خاصة محصول الذرة الشامية الذي يحتاج إلى ري متكرر أسبوعيًا للحفاظ على نموه ومنع ذبوله. وأضاف أن العديد من الحقول التي تم زراعتها بدأت تظهر عليها علامات الذبول والتلف، ما ينذر بخسارة المحصول بشكل كامل.
ارتفاع نسبة ملوحة المياه
من جانبه، أوضح جعفر الأمير أبو خضير، نقيب المزارعين، أن المزارعين يفتقرون إلى الموارد المالية اللازمة لاستخدام مضخات المياه الارتوازية كحل بديل، مشيرًا إلى ارتفاع نسبة ملوحة المياه الارتوازية التي تضر بالتربة والمحاصيل. وأضاف أن منسوب مياه نهر النيل مرتفع حاليًا، مما أدى إلى غرق الجزر النيلية، فكيف يُحرم المزارعون من مياه الري العذبة الضرورية لزراعاتهم؟
ورغم خطورة الأزمة، لم يصدر أي تحرك رسمي من مسؤولي الري بالمحافظة للتحقيق في أسباب الانقطاع أو لإيجاد حلول عاجلة، مما زاد من استياء المزارعين الذين يعتمدون على الزراعة كمصدر دخل رئيسي.
ولا تقتصر الأزمة على الجوانب الزراعية فقط، بل تحولت ترعة الطوايل إلى بؤرة بيئية صحية تهدد سكان القرية، بعد أن امتلأت بالمخلفات المنزلية وبقايا المحاصيل، بالإضافة إلى تجمع الطيور والحيوانات النافقة، ما أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض. ويُحمّل الأهالي غياب التطهير الدوري وعدم المتابعة المسؤولية عن هذه الحالة.
مناشدة المحافظ
وناشد أهالي قرية الطوايل اللواء دكتور عبد الفتاح سراج، محافظ سوهاج، التدخل الفوري لإنقاذ أراضيهم من البوار والعمل على تطهير الترعة وضمان انتظام وصول مياه الري، قبل أن تتفاقم الأزمة وتتحول إلى كارثة بيئية وزراعية.
ويبقى أمل المزارعين معلقًا على استجابة رسمية سريعة تعيد الحياة إلى أراضيهم، وتعيد لهم حقهم في مياه الري المنتظمة، لإنقاذ المحاصيل الصيفية التي باتت على وشك الهلاك.
