صرخة من الحقول.. المزارعين تحت رحمة مصنع السكر في الفيوم بعقود من ورق |صور

تتعالى صرخات المزارعين بمحافظة الفيوم، من الحقول بعد أن رفض مصنع سكر قرية قصر الباسل بالفيوم، استلام محصول البنجر منهم، بالرغم من وجود تعاقدات رسمية بين المزارعين وبين المصنع .
ويقول المزارعون أن محصول البنجريكاد أن يفسد من الركدة والذى يعد تعب فيه المزارعون طيلة شهور طويلة، صرفنا عليه من قوت عيالنا من أجل أمل كسب الحلال منه، أصبح اليوم مهددًا بالتلف، وتحدثنا كثير مع المسئولين بالمصنع لكن دون جدوى ، ولا نجد من يسمعنا من المسئولين أو يثتحرك لأجل أنقاذ قوت اولادنا بعد شقانا وتعبنا الكبير طوال الشهور الكثيرة الماضية والمصاريف التى صرفت على الارض حتى جنى هذا المحصول .
يقول أحد المزارعين بقرية منشأة ربيع بمركز إطسا "وقعنا على عقود مع المصنع منذ بداية الموسم الحالى، وحددوا لنا الكميات والسعر وموعد التوريد جهزنا الأرض وزرعنا البنجر والتزمنا بكافة الشروط، لكن عندما حان وقت التسليم، فوجئنا برفض المصنع استلام المحصول مننا دون إبداء أسباب واضحة لهذا الرفض .
وأضاف المزارعين: كأن العقود لا تساوي الحبرالذي كتبت به فهل من مسئول بالمحافظة يحمينا من القرارات الجزافية من قبل المسئولين بمصنع السكر ومن يعوضنا عن الخسارة اذا لم يستلموا محصول البنجر مننا.
وأضاف المزارعون، أن الأزمة لم تقتصر على مزارع واحد فقط أو قرية واحدة، بل أمتدت لتشمل عشرات القرى الزراعية بمحافظة الفيوم، حيث يعتمد المزارعون بشكل أساسي على زراعة البنجر كمصدر دخل رئيسي لهم في هذا الموسم .
تلف محصول البنجر سريعًا
وأشار المزارعون إلى أن مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث يتلف محصول البنجر سريعًا بعد حصاده، يواجه الفلاحون مصيرًا غامضًا ، وديونًا متراكمة لا يعلمون كيف سيسددونها إذا لم يستلم المصنع المحصول منهم ليحلق ما تبقى من التلف، ومع غياب بديل حقيقي لتسويق المحصول، يقف الجميع أمام أزمة تهدد الأمن الغذائي والمجتمعي في المحافظة.
ويناشد المزارعون الدكتور احمد الأنصارى، محافظ الفيوم، ووزير الزراعة بسرعة التدخل الفورى والعاجل، ومحاسبة المتسببين في تلك الكارثة الزراعية والأقتصادية، وإلزام المصنع بتنفيذ تعاقداته مع المزارعين قبل فوات الأوان وتلف باقى المحصول وتكون الكارثة أكبر من المتوقع .
وكان الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم، قد قام بزيارة الى مصنع السكر وأشاد بجهود شركة الفيوم لصناعة السكرفي دعم القطاع الزراعي والصناعات الغذائية الاستراتيجية،مشيرًا إلى أهمية التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص لتحقيق الأمن الغذائي وتعزيز القيمة المضافة للمنتجات الزراعية.
وأكد أن الدولة تولي اهتمامًا خاصًا بالمحاصيل الاستراتيجية، ومنها بنجرالسكر، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، مشددًا على أهمية توظيف التكنولوجيا الحديثة في العمليات الزراعية والصناعية لتعزيز الكفاءة والإنتاجية.




