وزير الخارجية يشيد بدور الأزهر في جامبيا ويؤكد دعمه لمحاربة التطرف

في إطار تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع دول القارة الإفريقية، عقد الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة، مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا مع نظيره الغامبي، تناول فيه الجانبان العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية التعاون الثنائي بين مصر وجامبيا في مختلف المجالات، وخاصة ما يتعلق بالتنمية والتعليم ومكافحة الفكر المتطرف.
قوة مصر الناعمة
أكد وزير الخارجية على الدور البارز الذي يلعبه الأزهر الشريف في جامبيا، من خلال نشر تعاليم الدين الإسلامي الصحيحة وتعليم اللغة العربية، باعتبارها من أهم الأدوات في محاربة الفكر المتطرف وتعزيز قيم الاعتدال والتسامح، موضحًا أن وجود البعثات التعليمية والدعوية التابعة للأزهر في جامبيا والقارة الإفريقية يُعد ركيزة مهمة من ركائز العلاقات الثقافية بين البلدين، ويعكس التزام مصر بدورها التاريخي والديني في القارة الإفريقية.
وأشار وزير الخارجية إلى أن اللقاء مع نظيره الغامبي تطرق إلى الأوضاع الأمنية المتدهورة في في القارة الإفريقية وتحديًا غرب إفريقيا، ومنطقة الساحل، وخليج غانا، حيث تم التأكيد على ضرورة تنسيق الجهود المشتركة لمواجهة التحديات الأمنية، بما في ذلك الإرهاب وتهريب الأسلحة وتغير المناخ، التي تؤثر بشكل مباشر على استقرار الشعوب والتنمية المستدامة، مشددًاعلى أهمية التضامن الإفريقي وتفعيل أطر التعاون داخل الاتحاد الإفريقي لتحقيق الأهداف التنموية المشتركة ومواجهة التحديات القارية.
دعم غامبي لترشيح مصر في اليونسكو
وثمّن وزير الخارجية الدعم الكامل الذي تقدمه جامبيا لمصر في المحافل الدولية، وعلى رأسها دعم ترشيح الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار الأسبق، لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، ضمن مرشح الاتحاد الإفريقي، مبينًا أن هذا الدعم يعكس عمق العلاقات بين البلدين وتطابق الرؤى حول أهمية تمثيل القارة الإفريقية في المنظمات الدولية الكبرى، بما يضمن صوتًا إفريقيًا قويًا داخل دوائر صنع القرار العالمي
وفي الشأن الإقليمي، ناقش الدكتور بدر عبدالعاطي تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وأعربا عن إدانتهما الكاملة للعدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع، والذي تسبب في سقوط آلاف الضحايا وتدمير واسع للبنية التحتية، متناولاً ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من كافة مناطق غزة، ووقف الأعمال العدائية فورًا، مع التأكيد على أهمية فتح ممرات إنسانية تضمن النفاذ الكامل وغير المشروط للمساعدات الإنسانية والطبية إلى القطاع دون تأخير.

نموذج للوحدة الإفريقية
وأوضح الدكتور بدر عبدالعاطي أن العلاقات بين مصر وجامبيا تستند إلى أسس تاريخية ومصالح مشتركة، ويتم العمل على تطويرها في إطار من الشراكة المتكافئة والتعاون البناء، خصوصًا في مجالات التعليم والصحة والطاقة والبنية التحتية، مؤكدًا أن القاهرة تتطلع إلى استمرار التنسيق مع بانجول في المحافل الدولية في القارة الإفريقية، بما يخدم المصالح الإفريقية، ويعزز من قدرة القارة على تحقيق أهداف أجندة التنمية 2063.
تعكس المباحثات بين وزيري خارجية مصر وجامبيا إرادة سياسية مشتركة لتعزيز العلاقات الثنائية، وتوحيد الرؤى تجاه القضايا الإقليمية والدولية. ومن خلال الدور المتنامي للأزهر الشريف، والدعم المتبادل في المحافل الدولية، وتنسيق المواقف بشأن القضايا الساخنة كالوضع في غزة، يتجسد التعاون المصري الغامبي كنموذج فاعل للوحدة الإفريقية والعمل المشترك من أجل مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا للقارة.