من الإنتاج المحلي إلى العالمية.. حكاية قرية النسيج اليدوي بسوهاج |صور
في قلب الظهير الصحراوي الشرقي لمحافظة سوهاج، وعلى أطراف حي الكوثر، تنبض قرية صغيرة بالحياة والحرفة والإبداع، إنها قرية النسيج اليدوي، التي تأسست عام 1991 لتكون قلعة من قلاع الحرف التراثية التي تحاكي عبق الماضي وتنسج للمستقبل خيوط الأمل.
أُنشئت القرية خصيصًا لدعم أصحاب حرفة النسيج اليدوي، ذلك الفن العريق الذي طالما تميز به الصعيد المصري، حتى أطلق على هذه الحرفة لقب "مانشستر ما قبل التاريخ"، إشارة إلى عمقها التاريخي وأصالتها، وفي هذا الإطار، تم إنشاء 150 بيتًا حرفيًا أو ما يعرف بـ"نول"، كبيوت إنتاج لأبناء القرية، الذين يعمل غالبيتهم في هذه الصناعة التي توارثوها جيلًا بعد جيل.
ومع مرور الوقت، لم تقتصر القرية على إنتاج المنسوجات التقليدية فحسب، بل تحولت إلى مركز إنتاجي وتصديري يزود الأسواق المحلية والعالمية بمنتجات فنية راقية، فقد تخطت مشغولاتها حدود المحافظة لتصل إلى معارض دولية ومحلية، وتشهد إقبالًا كبيرًا من الزوار والسياح ومحبي الحرف اليدوية.
محط زيارات رسمية
وقد أولت الدولة اهتمامًا كبيرًا بهذه القرية النموذجية، فكانت محط زيارات رسمية من رئيس الحكومة الحالي والسابق، ووزراء عديدين، الذين أبدوا إعجابهم الشديد بجودة المنتجات ودقة التصنيع، وجعلها نموذجًا يحتذى به في دعم الصناعات الحرفية والحفاظ على التراث المصري.
عبدالصبور هريدي، شيخ النساجين بسوهاج عمره 63 عامًا، من أبناء القرية ويعمل بمهنة النسيج اليدوي وينفذ أشكال مختلفة من المنسوجات اليدوية على النول الخشبي، ومن أمثلتها الكوفرتات والمفارش والشال، وجميع تلك المنتجات من القطن.
وقال شيخ النساجين بسوهاج إن جميع رجال وشباب القرية بل والعديد من نسائهم وفتياتهم يعملون في مهنة النسيج اليدوي، ويصنعوا أرقى المنتجات اليدوية، مضيفًا أن رئيس وزراء مصر السابق المهندس إبراهيم محلب يرافقه العديد من الوزراء والسياح زاروه وشاهدوا جمال وروعة منتجاته اليدوية، خلال زيارتهم للمحافظة منذ عدة سنوات، وأن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الحكومة الحالية يرافقه العديد من الوزراء زاروه أيضًا في قرية النول بحي الكوثر.
