الفسحة في مقلب القمامة.. أزمة في القليوبية بسبب إهمال كورنيش منشية النور

تحوَّل كورنيش النيل على الرياح التوفيقي بمنطقة منشية النور ببنها، الذي كان من المفترض أن يكون متنفسًا طبيعيًا لسكان المدينة، إلى مشهد مأساوي يعكس غياب الرقابة والإهمال المتراكم لسنوات. الكورنيش الذي يمثل شريانًا حيويًا يربط مدينة بنها بمحافظات الشرقية ومدن القناة، ويؤدي مباشرة إلى قلب المدينة، أصبح اليوم مقلبًا عموميًا للقمامة، وموقفًا عشوائيًا للقرى المجاورة، ومأوى للحيوانات والنباشين.

كورنيش محطم وسور مسروق

يقول الأهالي إن الكورنيش فقد ملامحه تمامًا، فالسور الحديدي الذي كان يحيط به لحماية المارة اختفى بفعل عمليات سرقة منظمة من قبل بعض النباشين، دون أن يتحرك أحد لوقف هذا العبث. وتحولت المساحة الفارغة إلى بيئة خصبة لتلال القمامة والمخلفات، وسط غياب كامل للرقابة والنظافة.

انعدام الإنارة.. وخطر ليلي دائم

ويضيف أحد السكان: "المنطقة مظلمة تمامًا ليلاً، ولا توجد أي أعمدة إنارة صالحة، وهو ما يجعلها بؤرة خطر حقيقية خاصة للأطفال والسيدات، فضلًا عن تحولها إلى مأوى لعدد من الحيوانات الضالة والمركبات العشوائية".

موقع استراتيجي.. واهتمام غائب

يكتسب الكورنيش أهميته من كونه محورًا مروريًا هامًا يصل بين بنها ومحافظات القناة، ويمثل واجهة حضارية يفترض أن تكون نموذجًا للتنظيم والنظافة، لا صورة مغايرة للواقع المؤسف.

محافظ القليوبية يتدخل

وفي استجابة أولية لشكاوى المواطنين، وجه المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، بسرعة حصر الأوضاع على أرض الواقع، ووضع خطة لإعادة إحياء الكورنيش والاستفادة من موقعه المتميز. ووجه المحافظ بضرورة تشكيل لجنة هندسية لفحص البنية التحتية للمكان، وإعداد تصور شامل لتطويره وتحويله إلى متنزه حضاري يخدم أبناء المنطقة ويعيد لبنها جزءًا من بريقها.

مطالب بسرعة التنفيذ

ويطالب الأهالي بضرورة التحرك السريع لإزالة المخلفات، وتوفير الإنارة، وفرض رقابة أمنية دائمة، بالإضافة إلى تنفيذ رؤية جادة لتحويل الكورنيش إلى ممشى سياحي ومتنفس طبيعي، يحاكي ما تم في عدد من مدن الدلتا.

وفي إطار جهود الدولة لتطوير الواجهات النيلية وتحسين جودة الحياة للمواطنين، يشهد مشروع "ممشى أهل مصر" بمدينة بنها بمحافظة القليوبية تقدمًا ملحوظًا في أعمال الإنشاء، ليصبح متنفسًا حضاريًا جديدًا لأهالي المدينة وزائريها.

يمتد الممشى على طول 1850 مترًا من كوبري كفر الجزار حتى نهاية منطقة الأندية، مقسمًا إلى أربع مراحل.  تم الانتهاء من المراحل الثلاث الأولى، بينما تُنفذ حاليًا المرحلة الرابعة (د) بطول 650 مترًا، والتي من المتوقع افتتاحها خلال احتفالات العيد القومي للمحافظة  

يتضمن المشروع إنشاء مساحات خضراء، مقاعد للجلوس، أكشاك خدمية، وإنارة ديكورية، بالإضافة إلى تطوير واجهات المباني المطلة على الممشى لتوحيد الرؤية البصرية.  كما يُدرس استغلال الجزيرة المقابلة للممشى كمتنزه إضافي وسط النيل  .

يُعد هذا المشروع نقلة نوعية في تطوير كورنيش النيل ببنها، حيث يسهم في تعزيز السياحة المحلية، توفير فرص عمل للشباب، وتحسين البيئة الحضرية للمدينة.