إيطاليا - إسرائيل
«بعد برشلونة» حاكم إقليم بوليا الإيطالي يقطع العلاقات مع تل أبيب

وجه وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاجاني، انتقاداً لاذعاً لحاكم إقليم بوليا الإيطالي، ميشيل إيميليانو، بعد إعلانه وقف العلاقات مع الحكومة الإسرائيلية، في خطوة مثيرة للجدل جاءت احتجاجاً على ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المستمر.
وفي تصريحات أدلى بها ونقلها موقع "Adnkronos"، شدد تاجاني على أن "السياسة الخارجية ترسم من قبل الحكومة، لا من قبل الأقاليم".
حاكم إقليم بوليا الإيطالي يقطع العلاقات مع تل أبيب
وأضاف أن "الاستعداد لاستقبال الأطفال، تحديداً، هو أمر آخر"، موجهاً الشكر لحكام الأقاليم الإيطالية الأخرى الذين فتحت مستشفياتهم أبوابها لاستقبال الأطفال المرضى والمصابين من قطاع غزة.
وأكد الوزير الإيطالي أن "قرارات السياسة الخارجية لا يتخذها رؤساء الأقاليم، فهي ليست من مسؤوليتهم"، في رسالة واضحة إلى أن تحركات إيميليانو لا تحظى بدعم الحكومة المركزية في روما، وأنها تعتبر خرقاً لصلاحيات السلطة الإقليمية.

إعلانًا رسميًا لقطع العلاقات
وكان حاكم إقليم بوليا، ميشيل إيميليانو، قد أصدر بياناً رسمياً دعا فيه جميع المديرين والموظفين العاملين في المؤسسات والشركات المرتبطة بالإقليم إلى قطع كافة أشكال العلاقات مع الحكومة الإسرائيلية، وذلك على خلفية الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والتي خلفت آلاف القتلى والجرحى، أغلبهم من المدنيين.
ووفقاً لما أوردته وسائل إعلام إيطالية، فإن إيميليانو أوضح في مقطع مصور أن قراره جاء "بسبب الإبادة الجماعية للفلسطينيين العزل"، مشدداً على أن "هذا الموقف موجه ضد السلطة التنفيذية في إسرائيل، وليس ضد الشعب الإسرائيلي"، في محاولة منه للتأكيد على أن قراره يستهدف السياسات الحكومية، لا المواطنين الإسرائيليين.
وأضاف إيميليانو أن ما يحدث في غزة يتطلب موقفاً أخلاقياً حازماً من جميع المؤسسات، مؤكداً أن الإقليم لن يكون شريكاً لحكومة إسرائيل في ظل استمرار "هذه الجرائم".

مجلس مدينة برشلونة الإسبانية
ويأتي هذا التصعيد من قبل المسؤول الإيطالي بعد خطوة مماثلة اتخذها مجلس مدينة برشلونة الإسبانية، حيث أعلن في وقت سابق قطع العلاقات المؤسسية مع إسرائيل، وإنهاء اتفاق التوأمة مع مدينة تل أبيب، احتجاجاً على العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
وأصدر مجلس مدينة برشلونة بياناً رسمياً أكد فيه وقف "اتفاقية الصداقة" التي كانت قائمة بين بلدية برشلونة وبلدية تل أبيب، موضحاً أن هذا القرار سيستمر "حتى يتم استعادة احترام القانون الدولي"، و"ضمان الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني".
وتعكس هذه المواقف المتصاعدة من بعض السلطات المحلية في أوروبا اتجاهاً متزايداً لانتقاد السياسات الإسرائيلية في قطاع غزة، خاصة في ظل تصاعد أعداد الضحايا المدنيين واتهامات متكررة بانتهاك القانون الدولي الإنساني.