عاجل

إندونيسيا - انهيار محجر

«14 قتيلًا» في انهيار رهيب لمحجر في إندونيسيا | فيديو

  انهيار رهيب لمحجر
انهيار رهيب لمحجر في إندونيسيا

أعلنت السلطات في إندونيسيا، اليوم السبت، ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار محجر في إقليم جاوة الغربية إلى 14 قتيلاً، بينما لا تزال عمليات البحث جارية عن عدد من العمال المفقودين الذين يُعتقد أنهم محاصرون تحت الركام.

ووقع الحادث، أمس الجمعة، في محجر "جونونج كودا" بمنطقة سيريبون، حيث انهارت كتل ضخمة من الصخور، ما أدى إلى دفن عشرات العمال أثناء وجودهم في الموقع.

«14 قتيلًا» في انهيار رهيب لمحجر في إندونيسيا

وأكدت الوكالة الوطنية للبحث والإنقاذ أن فرق الإنقاذ تمكنت حتى الآن من انتشال 12 مصاباً، بالإضافة إلى 10 جثث خلال الساعات الأولى من عمليات البحث، قبل أن تعثر في وقت لاحق من مساء الجمعة على ثلاث جثث أخرى. كما توفي عامل متأثراً بجراحه في المستشفى، لترتفع حصيلة القتلى إلى 14.

وأوضحت الوكالة أن خمسة من المصابين يخضعون حالياً للعلاج في المستشفى بسبب إصابات وصفت بالخطيرة، بينما لا يزال ما بين ستة إلى ثمانية أشخاص في عداد المفقودين، يُعتقد أنهم عالقون تحت الأنقاض.

<span style=
«14 قتيلًا» في انهيار رهيب لمحجر في إندونيسيا

وقال قائد شرطة منطقة سيريبون، سومارني، إن التحقيقات جارية لمعرفة أسباب الانهيار، مشيراً إلى أنه تم استجواب ستة أشخاص حتى الآن، من بينهم مالك المحجر، للوقوف على ظروف الحادث.

ويُعد هذا الحادث من بين أسوأ الكوارث الصناعية التي تشهدها إندونيسيا في الآونة الأخيرة، وسط دعوات لتشديد إجراءات السلامة في مواقع العمل، خاصة في القطاعات المرتبطة بالتعدين والمحاجر، التي تشهد حوادث متكررة جراء ضعف البنية التحتية ومحدودية الرقابة.

ولا تزال فرق البحث والإنقاذ تعمل على إزالة الصخور وسط ظروف جيولوجية صعبة، باستخدام معدات ثقيلة وبمساعدة متطوعين، في سباق مع الزمن للعثور على ناجين محتملين.

سجل مأساوي لحوادث الانهيار في مواقع التعدين والمحاجر بإندونيسيا

لطالما شهدت إندونيسيا، التي تُعد من أكبر الدول المنتجة للموارد الطبيعية في العالم، سلسلة من الحوادث القاتلة في قطاعات التعدين والمحاجر، نتيجة الإهمال في تطبيق معايير السلامة وضعف الرقابة على مواقع العمل، لا سيما في المنشآت غير المرخصة أو التي تعمل دون إشراف فعّال من السلطات المختصة.

في فبراير 2023، قُتل 11 عاملاً على الأقل في انهيار أرضي داخل منجم ذهب غير رسمي في إقليم سومطرة الغربية، حين انهارت التربة فوق مجموعة من العمال أثناء التنقيب اليدوي، ما أعاد تسليط الضوء على المخاطر الكبيرة التي يواجهها العاملون في المناجم غير القانونية المنتشرة في البلاد.

كما شهد إقليم سولاويزي الجنوبية في ديسمبر 2022 حادثاً مأسوياً آخر، حين لقي 10 عمال حتفهم وأصيب العشرات جراء انهيار منجم نيكل وسط أمطار غزيرة تسببت في زعزعة التربة. وكانت تقارير لاحقة قد أشارت إلى أن المنجم لا يستوفي شروط السلامة الأساسية، كما لم يكن يتمتع بترخيص بيئي مناسب.

وفي حادثة مشابهة، لقي 9 عمال مصرعهم في يونيو 2021 عقب انهيار أرضي في منجم للفحم في إقليم كاليمانتان الشرقي، حيث تم العثور على الجثث تحت أكوام من الطين والصخور، فيما نجا عدد محدود من العمال بعد تدخل سريع من فرق الطوارئ.

وتُظهر هذه الحوادث المتكررة خللاً بنيوياً في تنظيم قطاع المحاجر والتعدين، إذ يعمل آلاف الإندونيسيين في ظروف خطرة داخل منشآت تفتقر إلى إجراءات السلامة الأساسية، ما يجعلهم عرضة للموت والإصابة عند وقوع أي كارثة طبيعية أو بشرية.

وتدعو منظمات حقوق العمال والبيئة إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة من قبل الحكومة الإندونيسية، سواء من حيث منح التراخيص، أو فرض رقابة ميدانية دائمة، أو ضمان تدريب العمال على معايير السلامة، خصوصاً في المناطق النائية التي تنتشر فيها الأنشطة التعدينية غير الرسمية.

تم نسخ الرابط