ضحية الشهامة.. رفض إهانة عجوز فمزقا جسده في الشارع بحلوان

كان ذنبه أنه رفض إيذاء عجوز له صلة قرابة بها، وقال "لا"، في وقت سكت فيه الجميع خوفًا من بطش شخص عرف عنه الإجرام، في مشهد يرفضه كل من يملك في قلبه شيئًا من الضمير، عندما يشاهد زوج وزوجته بلغا من الكبر عتيا ملقيان على الأرض إثر تعدي شخص عليهما لإجبارهما على ترك شقة بسيطة عاشا فيها طوال عمرهما ليستولي عليها. لم يكن يعلم الشاب بلال أن تدخله لحمايتهما فقط سيدفع ثمنه حياته.
بداية الواقعة
بدأت الواقعة منذ 10 أشهر، بعد أن دافع بلال، الشاب صاحب الـ(23 عامًا) والذي يعمل سائق توك توك، عن سيدة مسنة تربطه بها صلة قرابة، بعدما تعرضت للضرب على يد صاحب المنزل الذي تقيم به، في إطار ضغوطه ومحاولاته المستمرة عليها لترك شقتها التي استأجرتها بالعقار منذ سنوات، وتخضع لقانون الإيجار القديم.
وهنا وقف بلال معها وتصدى له، ودافع عنها مثل أي شخص يحمل في صدره الشهامة، في مشهد إنساني. وعلى الرغم من أن الخلاف لم يتعدَّ مجرد النقاش الحاد، ولم يتطور إلى مشاجرة، إلا أن صاحب المنزل ونجله اعتبرا أن مجرد تدخل الشاب لمنعهما من إيذاء السيدة المسنة التي تخطى عمرها (70 عامًا) هو جريمة يستحق عليها العقاب، وأضمرا له الغدر وقررا عقابه بأشد قسوة. رغم مرور ما يقارب العشرة أشهر، إلا أنهما كانا يخططان للانتقام منه.
انتقام بدم بارد
بعد مرور تلك الفترة الزمنية على موقف بلال الشهم، لم ينسَ صاحب المنزل موقف ذلك الشاب الذي يواصل الليل بالنهار من خلال عمله بـ"التوك توك" لينفق على والدته التي انفصلت عن والده منذ سنوات، وبات هو العائل لها ولأشقائه الصغار. ومع كل تلك الأعباء، كان يحلم بإنشاء ورشة صيانة لمركبات "التوك توك".
يوم الأحد الماضي، خرج الشاب بلال للعمل بالتوك توك طوال اليوم، ثم عاد آخر النهار لتناول الغداء، وطالبته والدته بأن يستريح ويكمل عمله في اليوم التالي، إلا أنه رفض وخرج ليواصل عمله.
فعلى الرغم من صغر سنه، إلا أنه يدرك جيدًا ما يتحمله من مسؤوليات، لكنه لم يكن يعلم أن القدر بانتظاره، وزبانية الشيطان قد أعدوا العدة للتخلص منه.

جريمة بشعة
فأثناء توقفه بـ"التوك توك" أمام مستشفى الحميات بحلوان ينتظر رزقه حتى يعود لوالدته و أشقائه بما رزق به ليساعدهم في متطلبات الحياة، فوجئ بهما، فلم يكن يتخيل أنهما يضمران له السوء حتى تلك اللحظة، فقد مرعلى النقاش الذى دار بينهما 10 أشهر، إلا أنهما ما أن أخرجا من بين طيات ملابسهما أسلحة بيضاء ووجهوا له 17 طعنة نافذة حتى قطعت يده بالكامل، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بفصل كف يده تماما. ولم يكتفيا بذلك، فبينما ضحيتهم يستغيث بالمارة واصلا التعدي عليه بالأسلحة البيضاء، وكأنهما يثأران لمقتل عزيز عليهما. ولم يتركا الضحية حتى باتت الدماء تنزف من كل مكان بجسده ، وخوفا من بطشهما خشى المارة والمتواجدين أمام المستشفى التدخل لمنعهما. وما أن انصرفا، حتى تجرأ أحد زملائه من قائدي مركبات "التوك توك" وحاول مساعدته، وإسعافه، ونقله إلى المستشفى. إلا أن المتهمان ما أن شاهداه حتى عادا مرة أخرى لمنعه، ومواصلة التعدي على الضحية، حتى يكون عبرة لأى شخص يعترض عليهما، في مشهد دموي بالغ القسوة عقابا له لمجرد أنه فقط رفض التنكيل بسيدة مسنة.
صدمة الأم
و بينما كانت الأم تنتظر عودة ابنها، وكأن قلبها كان يشعر بما سيحدث له، وفوجئت الأم باتصال هاتفى من أحد الأشخاص، يخبرها بإصابة نجلها. فانطلقت الأم تسابق الريح، معتقده أنه أصيب بحادث إلا أنها ما أن وصلت، حتى وجدت إبنها جثة هامدة.
وكان الرائد محمد مجدي، رئيس مباحث حلوان، قد تلقى إخطارا من المستشفى باستقبالها شاب مصاب بطعنات و جروح نافذة بمناطق متفرقة من الجسم. وعلى الفور، انتقل رجال الأمن إلى مكان البلاغ. ومن خلال التحريات، تبين أن وراء ارتكاب الجريمة صاحب منزل ونجله بسبب خلافات سابقة مع المجنى عليه.
ضبط الجناة

و أمر اللواء علاء بشندي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بتشكيل فريق بحث لضبط مرتكبي الجريمة. ومن خلال عدد من الأكمنة التي لاحقت المتهمين بعدما حاولا الهرب بعدد من المحافظات، تمكن الأمن من ضبطهما بمحافظة الإسكندرية.