دافع عن عرضه فطُعن حتى الموت على يد جاره في الهرم

فقدت أسرة ابنها الوحيد، والسند لوالده وأمه وشقيقته، على يد جارهم الذي انتهك عرضهم، ولم يحافظ على حرمة جيرانه، وتجرأ على جارته وابنتها، فبات يتحرش بهما ضاربًا بالعادات والتقاليد عرض الحائط، مجاهرًا بأفعاله التي تتنافى مع كل الأعراف.
وعندما حاول الشاب الدفاع عن عرضه ومعاتبته، كان جزاؤه الموت، وكأنه استباح دماء وعِرض جيرانه، فلم يقبل حتى العتاب.
شاب مكافح
شاب مكافح، لم يكن كغيره من الشباب الذين ينتظرون فرصة عمل مريحة، بل على الرغم من أنه لا زال في العام الثاني من مرحلة التعليم الجامعي، إلا أنه كان يساعد والده في عمله بمغسلة سيارات بعد انتهاء يومه الدراسي، مجسّدًا مثالًا لشباب لديهم طموح دون أن يشعر بحرج من عمل والده.
فيخرج من منزله صباحًا متجهًا إلى جامعته، ويعود ليكمل يومه بالعمل مع والده، وبعد يومٍ طويل يتوجه إلى منزله، ساعات قليلة يقضيها ما بين مراجعة دروسه والنوم، ليعاود الكرة في اليوم التالي.
يعيش وسط أسرة بسيطة تضم والده ووالدته وشقيقته، وبات هو السند لأبيه والحماية لوالدته وشقيقته، الذين يشاهدون فيه يومًا بعد يوم رجلًا، على الرغم من صغر سنه، إلا أنه يشعر بالمسؤولية تجاه أسرته، وأصبح هو الأمل لهم جميعًا.

تحرش بوالدته
وبينما تسير الحياة بتلك الأسرة البسيطة، التي تعيش بشقة في منطقة اللبيني بالهرم، إذا بشاب من جيرانهم يتعرض للأم وابنتها، مستغلًا غياب الأب في عمله، والابن في دراسته ومساعدة والده، ويتحرش بهما أثناء مرورهما بالشارع.
وعلى الرغم من محاولات الأم إثنائه عن تصرفاته، إلا أنه لم يرتدع، واستمر في مضايقتها وابنتها بشكل متكرر، بل زاد في أفعاله. وكانت الأم ترفض أن تحكي لزوجها ونجلها، خوفًا عليهما من أن يتعرضا لمكروه على يد هذا الشاب.
إلا أنه، خلال الأسبوع الماضي، واصل الشاب أفعاله التي تخلو من كل أشكال المروءة والشهامة تجاه جيرانه، فبدلًا من أن يحافظ عليهم ويدافع عنهم، بات هو مصدر الإيذاء لهم، وهو ما اضطر الأم أن تتوجه إلى قسم شرطة الهرم، وتحرر محضرًا بما تتعرض له من تحرش من هذا الشاب، وبعد عودة زوجها ونجلها من عملهما، قصّت عليهما ما فعلته لردع ذلك الشاب.
عتاب ينتهي بجريمة
واستقبل الابن كلمات الأم بحزن شديد، فلم يتخيل أن يتعرض جاره لوالدته وشقيقته. فما كان منه إلا أن نزل من شقته، وعلى الرغم من أنه لم يخبر والده، إلا أنه شعر بأن نجله سيتوجه إلى جارهم، فلحق به، متوجهًا إلى جارهم.
وعلى الرغم من أن نجله كان يعاتب جارهم على ما اقترفه في حق والدته وشقيقته من باب العتاب، إلا أن جاره لم يُعطه فرصة، وكأنه ليس من حقه أن يعاتبه، فبمجرد أن طرق بابه خرج عليه حاملًا سلاحًا أبيض، ومزق جسده بطعنات نافذة.
وعندما تدخل الأب للدفاع عن نجله الوحيد، فوجئ بقيام باقي العائلة بالتعدي عليه وطرحه أرضًا، ليتفاجأ بنجله ينزف دمًا، فحمله داخل سيارته متوجهًا به إلى المستشفى، ليحاول إنقاذه، إلا أن محاولات الأطباء باءت بالفشل، ليضيع من بين يديه سنده وعصاه التي يتكئ عليها، على يد أشخاص استباحوا دماء نجله، ومن قبله عرضه، ليموت الشاب المجتهد دفاعًا عن عرضه، لمجرد أنه حاول فقط أن يقول لا للتعدي على كرامة أسرته.

تحرك أمني
وما إن تلقى الرائد مصطفى الدكر، رئيس مباحث قسم شرطة الهرم، إخطارًا من المستشفى باستقبالها شابًا مصابًا بطعنات نافذة ولفظ أنفاسه الأخيرة خلال محاولات إسعافه، أخطر اللواء محمد الشرقاوي، الذي وجه على الفور بتوجيه رجال الأمن إلى مكان البلاغ، حيث توصلت تحريات رجال الأمن، بقيادة اللواء هاني شعراوي، مدير المباحث الجنائية بالجيزة، إلى تفاصيل الجريمة، والتي رصدتها كاميرات المراقبة الموجودة بالشارع.
وتمكنت من تحديد المتهمين: الشاب ووالده وشقيقه، اللذان لم يحاولا ردعه عن ما يقوم به من أفعال مشينة، بل كانا مشاركين معه في جريمته.
ضبط الجناة
وعلى الرغم من هروب الجناة، إلا أن الأكمنة التي أشرف عليها العميد عمرو حجازي، رئيس مباحث قطاع الغرب، نجحت في التوصل إليهم، وتمكنت القوات بقيادة العقيد محمد الجوهري، رئيس مباحث الهرم، من القبض عليهم حتى يُقدموا للعدالة، بعدما كانوا سببًا في إزهاق روح شاب، كل ذنبه أنه غار على عرضه وحاول عتابهم.