الزبيب المصري.. صناعة ذهبية تتلألأ في قرية شنراق بمحافظة الغربية |صور

في قلب دلتا مصر، وتحديدًا بمحافظة الغربية، تتصدر قرى مراكز السنطة وزفتى مشهد صناعة الزبيب في شنراق، حيث تنتج هذه القرى ما يقرب من 85% من صادرات الزبيب المصري، وفقًا لتقديرات رسمية ومحلية. وتُعد هذه الصناعة من أبرز الأنشطة الزراعية التحويلية التي تميز الريف المصري، وتمنحه قيمة مضافة على المستوى الاقتصادي.
قرية شنراق.. قلعة الزبيب في مصر
قرية شنراق التابعة لمركز السنطة تُعد أبرز قرى الغربية في مجال تصنيع الزبيب، حتى أصبحت تُعرف باسم "قلعة صناعة الزبيب". تضم القرية وحدها 75 مصنعًا من أصل 120 مصنعًا منتشرة في القرى المتخصصة، وتُنتج هذه المصانع الزبيب من أجود أنواع العنب المزروع محليًا، باستخدام طرق تقليدية تعتمد على الخبرة المتوارثة.

تشمل مراحل الإنتاج: فرز العنب، وغسله، وتجفيفه تحت أشعة الشمس، ثم تعبئته يدويًا أو باستخدام أدوات بسيطة. ويُعد هذا النشاط مصدر دخل رئيسي لعدد كبير من أهالي القرية.
إنتاج ضخم وعمالة كثيفة في 2025

في عام 2025، بلغ حجم إنتاج الزبيب في قرى مركزي السنطة وزفتى نحو 12 ألف طن، خُصص الجزء الأكبر منها للتصدير إلى الأسواق الخارجية، لا سيما دول الخليج وأوروبا. وتُقدَّر العمالة المباشرة في مصانع الزبيب بما يزيد عن 4500 عامل على مستوى القريتين، مع ارتفاع هذا العدد خلال مواسم الذروة.

وقال عامل في أحد مصانع الزبيب بقرية شنراق:"كل مصنع بيشغل حوالي 40 أو 50 عامل، وفي أوقات الموسم الكبير ممكن يوصل العدد لـ70 عامل. الشغل في الزبيب موسمي بس بيفتح بيوت كتير، والناس هنا بتشتغل من أول الزراعة لحد التصدير."
كما صرّح محمد عبد الحليم، أحد العاملين في مصنع زبيب بقرية شنراق، قائلًا: "إحنا بنشتغل في الموسم من 6 إلى 8 شهور، والمصنع الواحد بيشغل ما بين 30 لـ50 عامل، وممكن يزيدوا في وقت الفرز والتعبئة. في 2025، زاد الطلب على الزبيب المصري، خصوصًا من دول الخليج، وده اللي خلانا نشتغل شيفتات أطول لتلبية الطلبيات."

قرى أخرى على خارطة الإنتاج
لا تقتصر صناعة الزبيب على شنراق فقط، بل تمتد إلى قرى مثل بلاى وميت ميمون داخل مركز السنطة، إضافة إلى قرى تابعة لمركز زفتى، والتي تنتشر بها مزارع العنب الصغيرة ومصانع الزبيب المنزلية. وتتنوع أصناف العنب بين البناتي والعنب الأحمر، وهي الأنسب لهذه الصناعة نظرًا لقيمتها السكرية العالية وسهولة تجفيفها.
صناعة قائمة على التراث والخبرة
صناعة الزبيب في الغربية ليست مجرد نشاط اقتصادي، بل جزء من التراث المحلي، حيث توارثت الأجيال أسرارها وتفاصيلها الدقيقة. ويُنتظر أن تشهد هذه الصناعة طفرة مستقبلية مع دعم أساليب التعبئة الحديثة وتوسيع نطاق التصدير، خاصة أن الزبيب المصري يلقى قبولًا واسعًا في الأسواق الخارجية بسبب جودته وطبيعته الخالية من المواد الحافظة.