عاجل

تركيا- قمة روسيا وأوكرانيا

تركيا تقترح استضافة قمة تجمع ترامب وبوتين وزيلينسكي

تركيا تقترح استضافة
تركيا تقترح استضافة قمة تجمع ترامب

أعلنت موسكو عن نيتها إرسال وفد تفاوضي إلى مدينة إسطنبول في تركيا يوم الاثنين المقبل، للمشاركة في جولة ثانية من المحادثات المباشرة مع أوكرانيا ، رغم أن كييف لم تؤكد بعد مشاركتها في هذه الجولة.

وقد برز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع كل من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كوسيط رئيسي في الجهود التي يبذلها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

تركيا تقترح استضافة قمة تجمع ترامب

وخلال زيارة رسمية إلى العاصمة الأوكرانية كييف، صرّح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قائلاً: "نؤمن بصدق بأن محادثات إسطنبول، بجولتيها الأولى والثانية، يمكن أن تتوج باجتماع ثلاثي يجمع ترامب، وبوتين، وزيلينسكي، برعاية وتوجيه من الرئيس أردوغان".

إلا أن الكرملين أعرب عن رفضه لفكرة عقد لقاء مباشر بين بوتين وزيلينسكي في الوقت الراهن، حيث قال المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن "تحقيق نتائج ملموسة يجب أن يتم أولًا من خلال المفاوضات المباشرة بين البلدين".

وخلال زيارته لكييف، التقى فيدان بوزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا، وكان من المقرر أن يلتقي بالرئيس زيلينسكي لاحقًا، بعد أن أجرى محادثات سابقة مع الرئيس الروسي في موسكو مطلع الأسبوع الجاري.

وعلى الرغم من إبداء كييف انفتاحها المبدئي تجاه إجراء مزيد من المحادثات، فإنها لم تؤكد حتى الآن حضورها إلى إسطنبول يوم الاثنين المقبل.

يُذكر أن محادثات إسطنبول السابقة، التي جرت في 16 مايو، كانت الأولى من نوعها منذ أكثر من ثلاث سنوات، وقد أسفرت عن اتفاق بين الجانبين على تبادل وثائق تتضمن مسارات محتملة للوصول إلى تسوية سلمية.

وأكد الكرملين، الجمعة، أنه يعتزم تقديم نسخته الخاصة من "خارطة الطريق" خلال محادثات الإثنين، بينما تطالب كييف بالحصول على تلك الوثيقة مسبقًا، قبيل اللقاء.

<span style=
تركيا تقترح استضافة قمة تجمع ترامب

"تجاهل واضح للدبلوماسية"

ظلت أوكرانيا تطالب روسيا بوقف فوري وكامل لإطلاق النار لمدة 30 يومًا، وهو مقترح سبق أن طرحه ترامب كخطوة أولى نحو وقف دائم للعمليات القتالية. إلا أن بوتين رفض مرارًا هذه المطالب، رغم الضغوط المستمرة من الولايات المتحدة والدول الأوروبية.

وأكد الرئيس الروسي أن وقف إطلاق النار قد يكون نتيجة محتملة للمفاوضات، لكنه شدد على أن هذه المحادثات يجب أن تركز على "الأسباب الجذرية" للنزاع، وهو تعبير تستخدمه موسكو عادة للإشارة إلى سلسلة من المطالب تشمل فرض قيود على الجيش الأوكراني، ورفض انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتقديم تنازلات إقليمية كبيرة، وصولًا إلى إسقاط زيلينسكي نفسه من الحكم.

من جهتها، رفضت كييف وحلفاؤها الغربيون هذه الشروط، واعتبروها غطاءً لمحاولة استعمارية للاستيلاء على الأراضي الأوكرانية بالقوة.

وقد أدى الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022 إلى إشعال أكبر صراع أوروبي منذ الحرب العالمية الثانية، حيث قُتل عشرات الآلاف من الأشخاص، ودمّرت مناطق شاسعة من شرق وجنوب أوكرانيا، وأجبر ملايين المواطنين على النزوح من منازلهم.

<span style=
تركيا تقترح استضافة قمة تجمع ترامب

دونالد ترامب 

في خضم ذلك، يُعبّر دونالد ترامب عن تزايد إحباطه من عدم توصل زيلينسكي وبوتين إلى اتفاق حتى الآن، رغم مرور سنوات على اندلاع الحرب. وخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي عقدت الخميس، حذّر دبلوماسي أمريكي من احتمال انسحاب واشنطن من جهود الوساطة إذا لم يتم إحراز تقدم ملموس قريبًا.

ورغم انعقاد أول جولة محادثات سلام مباشرة بين روسيا وأوكرانيا منذ أكثر من ثلاث سنوات، فإن فرص التوصل إلى اتفاق تسوية لا تزال ضئيلة.

وفي محادثات سابقة عُقدت مطلع شهر مايو، قالت أوكرانيا إن روسيا هددت بتوسيع نطاق عملياتها البرية في مناطق جديدة، وقدمت مجموعة من المطالب "المتطرفة"، من بينها مطالبة كييف بالتخلي عن أراضٍ لا تزال تحت سيطرتها.

وبينما تواصل أوكرانيا، بدعم من حلفائها الأوروبيين، الضغط على ترامب من أجل فرض عقوبات جديدة على موسكو، لم يُقدِم الرئيس الأمريكي السابق حتى الآن على اتخاذ مثل هذه الخطوة.

وقال زيلينسكي، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي الجمعة: "أي حديث عن تخفيف الضغط أو رفع العقوبات عن موسكو يُعتبر بمثابة نصر سياسي لها – وهو أمر لا يؤدي إلا إلى تشجيعها على شن المزيد من الهجمات، ومواصلة تجاهل المسار الدبلوماسي".

في غضون ذلك، واصلت القوات الروسية تقدمها على الأرض، وأعلنت يوم الجمعة سيطرتها على قرية جديدة في منطقة خاركيف الواقعة شمال شرق أوكرانيا.

تم نسخ الرابط