النيابة العامة فى قضية "انفجار خط غاز أكتوبر": كارثة إنسانية تجسد الإهمال

نشرت النيابة العامة مرافعتها عبر الصفحة الرسمية “فيسبوك”، في القضية رقم 4648 لسنة2025 جنح أول أكتوبر والمعروفة إعلاميًا بـ"حادث انفجار غاز أكتوبر" التى راح ضحيتها 8 أشخاص فيما أصيب 16 آخرين بحروق لهبية من الدرجة الأولى حتى الرابعة جراء الحادث المأساوي.
واستهل ممثل النيابة العامة، في بداية مرافعته أمام هيئة المحكمة وذوى الضحايا بحديث رسوال الله صلى الله عليه وسلم قائلًا :"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"، فإتقان العمل واجب شرعي قبل أن يكون واجبًا أخلاقيًا، وذلك على كل موظف وعامل ومسؤول، صغيرًا كان أو كبيرًا، سيادة الرئيس، وأنا أنظر في واقعات هذه الدعوى بعين المحقق، رأيت أمامي آلام الأهل الذين فقدوا ذويهم كنت أستشعر حزنًا عميقًا، وأنا أرى في أعين الشهود كافة عديد من تساؤلات عديدة: ماذا حدث! من المخطئ! من المتسبب في هذه الفاجعة الكبرى؟ فكارثة إنسانية كهذه لا تحدث من مجرد خطأ فردي، وإنما تشير بإصبع الاتهام إلى إهمال مستشر في جسد بعض العاملين بشركات الهندسة والمقاولات".
وتلي ممثل النيابة العامة مرافعته: "حيث تبدأ واقعات دعوانا من وقوف جهاز مدينة السادس من أكتوبر على وجود تشققات وشروخ بطبقة الأسفلت بمدخل المدينة بطريق الواحات. فكلف الجهاز شركة خاصة تُدعى شركة ”الميليجي" لتنفيذ تلك الأعمال، وذلك لوجود تعاقد سابق بينهما، ولكن هذا التعاقد لا يُغفل الدور الرقابي الواقع على عاتق جهاز المدينة،الشركة المنفذة، ونظرًا لأهمية هذا الدور، عهد الجهاز إلى شركة هندسية خاصة تُدعى السهل الصاوي بممارسة أعمال الرقابة يضرب الأرض بتلك الآلة، يحفر بعمق أكثر من المقرر له، فيصيب برعونة ماسورة غاز طبيعي، مُحدثًا بها شرخًا يبلغ طوله ثلاثة أمتار تقريبًا وهنا تبدأ الطامة الكبرى. يظن أنه اصطدم بماسورة مياه، فيهرول وآخرون معه لإيقاف السيارات التي تسير بالطريق، محاولين إرجاعها لتسير من طريق آخر، ظنًا منهم أن المنطقة ستغمر بالمياه. ويا ليتها كانت تبدأ رائحة الغاز الطبيعي في التصاعد والانتشار. يدرك العاملون فورًا أن ما أُتلف هو ماسورة غاز طبيعي. يتحول الهواء إلى غاز قابل للاشتعال في أي لحظة".