لسان أوزمبيك يطارد الحالمين بالوزن المثالى.. ما القصة ؟

يعاني بعض مستخدمي أدوية GLP-1 مثل أوزمبيك من طعم مر أو معدني بالفم، فيما يُعرف بـ"لسان أوزمبيك"، وهوعرض يرتبط بتغيرات في التذوق ناتجة عن الدواء.
"لسان أوزمبيك": عرض جانبي مزعج
مع تزايد استخدام أدوية GLP-1 مثل أوزمبيك لـ فقدان الوزن، بدأ بعض المستخدمين بالإبلاغ عن تأثير غير متوقع في الفم: طعم دائم ومر أو معدني أطلق عليه البعض اسم "لسان أوزمبيك".
ما سبب "لسان أوزمبيك"؟
وفقًا لتجارب سريرية سابقة، حوالي 0.4% من مستخدمي أوزمبيك أبلغوا عن الإصابة بخلل في التذوق، وهو اضطراب يؤثر على حاسة التذوق، وهذا التأثير ليس حصريًا لأدوية GLP-1؛ فبعض الأدوية الأخرى مثل باكسلوفيد (المستخدم لعلاج كورونا) يمكن أن تترك طعمًا معدنيًا مماثلًا.
تشرح الدكتورة تريشيا كوارتاي، طبيبة أسنان ومتحدثة باسم الجمعية الأمريكية لطب الأسنان، أن بعض الأدوية تُفرز في اللعاب بعد امتصاصها، مما يؤدي إلى طعم غير محبب في الفم، كما أن بعض الأدوية تقلل من إفراز اللعاب، ما يسبب جفافًا في الفم ويزيد من الشعور بالطعم المر أو الحمضي.

الأدوية قد تؤثر على التذوق مباشرة
وجدت دراسة نُشرت في مجلة Physiology & Behavior أن أدوية GLP-1 يمكن أن تغير إدراك الطعم، بما في ذلك الحلو والحامض والمالح والمر والأومامي. وأفادت الدراسة أن نحو 85% من مستخدمي هذه الأدوية شعروا بانخفاض ملحوظ في التذوق مقارنة بالمجموعة الضابطة.
وقال البروفيسور ريتشارد دوتي، أحد مؤلفي الدراسة وأستاذ الأنف والأذن والحنجرة بجامعة بنسلفانيا: "هذه التغيرات قد تكون أحد الأسباب التي تجعل هذه الأدوية تقلل الشهية".
هل التغير في التذوق نتيجة الدواء أم فقدان الوزن؟
يشير الدكتور ميرت إروغول، أخصائي الطب الباطني والسمنة، إلى أن الوزن الزائد قد يقلل من حساسية الدماغ واللسان للطعم، مما يدفع البعض لتناول المزيد من الطعام. ومع فقدان الوزن، تعود حساسية التذوق تدريجيًا، ما يجعل الأطعمة التي كانت معتادة سابقًا تبدو "زائدة النكهة".
وأضاف إروغول أنه على الرغم من عدم تلقيه شكاوى مباشرة من المرضى حول تغير التذوق، إلا أنه يعتقد أن كثيرين لا يعيرون هذه التغيرات اهتمامًا بسبب رضاهم عن نتائج فقدان الوزن.
كيف تتعامل مع "لسان أوزمبيك"؟
تشير الطبيبة بريتا ريرسون، المتخصصة في السمنة، إلى أن الأعراض قد تختفي إذا تم التوقف عن تناول الدواء، لكن لمن يرغبون بالاستمرار في العلاج، هناك بعض النصائح لتخفيف أثر "لسان أوزمبيك":
- شرب الماء بانتظام: الحفاظ على ترطيب الفم يساعد في تحسين وظيفة براعم التذوق.
- الاعتناء بنظافة الفم: تنظيف الأسنان، واستخدام خيط الأسنان، وكاشطة اللسان يساعد في إزالة البكتيريا وتحسين الطعم.
- تعزيز النكهات بالبهارات: استخدام التوابل قد يعوض النكهات المفقودة
- استخدام محاليل الغرغرة: مثل خل التفاح المخفف، أو ماء مع بيكربونات الصوديوم، أو عصير الليمون، والتي قد تساعد في التخلص من الطعم المزعج.