إيفان يواس: روسيا تناور سياسيا لتأخير العقوبات الأمريكية (تفاصيل)
قال الدكتور إيفان يواس، مستشار السياسات الخارجية في المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية، إن روسيا تحاول كسب مزيد من الوقت سياسيًا من خلال مذكرة تروّج لها تتضمن شروطًا غير مقبولة، ليس فقط بالنسبة لأوكرانيا، بل لحلفائها الدوليين أيضًا.
محاولة روسية للضغط والمراوغة
وأضاف يواس، فى مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية" ببرنامج "منتصف النهار" الذي تقدمه الإعلامية نهى درويش، أن كييف تنظر إلى هذه الشروط باعتبارها محاولة روسية للضغط والمراوغة، مؤكدًا: "لسنا مستعدين للقبول بشروط لا تخدم مصالحنا ولا تهيئ بيئة مناسبة للتفاوض الجاد".
وأشار يواس، إلى أن موسكو تعي جيدًا أن مطالبها – وعلى رأسها اعتراف أوكرانيا بسيطرة روسيا على أراضٍ محتلة – ستُقابل بالرفض القاطع، ما يعني فشلًا محتومًا لأي محادثات.
وأوضح، أن توقيت إعلان روسيا لشروطها مؤجل لما بعد الثاني من يونيو، لتفادي تحريك الولايات المتحدة لعقوبات جديدة ضد موسكو، وهي العقوبات التي يُرجّح فرضها في حال تعثر المفاوضات.
وأضاف يواس، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد صرّح مؤخرًا بعدم رغبته في توقيع عقوبات جديدة ما دامت هناك محادثات جارية، وهو ما تحاول روسيا استغلاله لصالحها.
واختتم الدكتور يواس، حديثه بالإشارة إلى أن أوكرانيا طلبت الاطلاع على تفاصيل المذكرة الروسية بشكل رسمي، لتتمكن من تحديد موقفها التفاوضي بالتنسيق مع شركائها الدوليين، معتبرًا أن ما يجري حاليًا لا يعدو كونه "لعبة سياسية" تهدف إلى كسب الوقت وتفادي العقوبات.
ومن ناحية أخرى، قال غيث مناف، مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" من كييف، إن السلطات الأوكرانية لا تزال تدرس مدى جدية الطرح الروسي المتعلق بوقف إطلاق النار، وسط استمرار الهجمات الروسية بالطائرات المسيّرة على الأراضي الأوكرانية، وهو ما يضع تساؤلات حول النوايا الحقيقية لموسكو تجاه إنهاء الحرب.
وأضاف مناف، خلال رسالة له على الهواء ، أن الجانب الأوكراني اشترط على موسكو إرسال بنود مكتوبة وواضحة بشأن أي مقترحات لوقف القتال، حتى يتم عرضها على المؤسسات الأوكرانية المعنية ودراستها قبل اتخاذ قرار بالمشاركة في الجولة الثانية من المفاوضات، المقررة في إسطنبول يوم الإثنين المقبل. وأوضح أن وزير الدفاع الأوكراني روستم أميروف شدد على أن بلاده لن تدخل في مفاوضات شكلية أو غير مدروسة.
أكد مراسل "القاهرة الإخبارية" أن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا بدوره اتهم روسيا بالمماطلة وإطالة أمد الحرب، رغم إرسال أوكرانيا لمسودة بنود إلى الجانب الروسي سابقًا. وأشار إلى أن كييف ترى في استمرار القصف الروسي المتزامن مع الحديث عن السلام دليلاً على عدم صدق النوايا، مضيفًا أن قرار المشاركة في مفاوضات إسطنبول سيُحسم خلال الساعات المقبلة بناءً على ما يُقدّمه الجانب الروسي من ضمانات.
