طفل على الكاشير: «أنا بتعلم».. كيف يربّي الآباء أبناءهم على الشغل والمسؤولية؟
بينما كنت أتسوّق في أحد المتاجر الشهيرة في السعودية، توقفت فجأة أمام مشهد بسيط لكنه أثّر فيّ بعمق، على الكاشير، لم يكن يقف موظف في الثلاثينات أو حتى شاب يافع، بل طفل صغير لا يتجاوز عمره 11 عامًا، يرتدي "vest" عليه عبارة من الأمام: summer internship، ومن الخلف: أنا بتعلّم.
طفل على الكاشير
وتروى أحدى السيدات القصة قائلة: «تقدّمت نحوه بدافع الفضول، وتركت باقي الطوابير خلفي فقط لأعرف القصة.. ووجدت فيها درسًا إنسانيًا وتربويًا نادرًا، اسمه عمر، وعندما سألته عن سبب وجوده على الكاشير، قال ببساطة مدهشة "بابا قالي لازم أشتغل وأتعلّم في الصيف".
ليس مجرد طفل
وتابعت: "ما أثار إعجابي لم يكن فقط أن طفلًا يؤدي مهمة معقّدة نسبيًا بهذه البساطة، بل أن لديه وعيًا واضحًا بما يفعل، كان قلبه ثابتًا، وعقله يقظًا، وكأن المسؤولية قد صارت جزءًا منه".
وراء عمر، كان هناك والد ذكي، لم يختَر الطريق الأسهل، بل الطريق الأصوب: أن يُعلّم ابنه قيمة العمل لا قيمته المالية، وأن يغرس فيه روح الرجولة والمسؤولية من الصغر.
دعم رواد السوشيال ميديا
بعد تداول القصة على فيسبوك، انهالت تعليقات الدعم والإعجاب من المتابعين:
- "ما شاء الله عليك يا عمر، ربنا يحميك!"
- "برافو لكل أب وأم بيغرسوا المسؤولية في أولادهم"
- "العمل عبادة، والتربية على الشغل من بدري تربية عظيمة"
كيف تُعلّم أطفالك المسؤولية؟
تجربة عمر تُعيد فتح الحديث عن أهمية تربية الأطفال على تحمّل المسؤولية منذ سن مبكرة، من واقع خبرات تربوية في مؤسسات متخصصة مثل "Early Advantage"، إليك 9 طرق عملية تساعدك على تربية أطفال مسؤولين:
وفر بيئة للمهام البسيطة في المنزل
رتّب مهام مناسبة لعمر طفلك، مثل ترتيب ألعابه أو المساعدة في تحضير المائدة.
استخدم المكافآت والعواقب بشكل متوازن
كافئ السلوك الإيجابي واشرح عواقب الإهمال لتعليم الطفل العلاقة بين الفعل والنتيجة.
دمج المسؤولية في الروتين اليومي
ابدأ بمسؤوليات صغيرة، مثل ترتيب أدوات الرسم، وازرعها ضمن الأنشطة اليومية.
كن قدوة حقيقية
أظهر لطفلك كيف تتحمّل مسؤولياتك، وكن نموذجًا يُحتذى به.
حدد المهام بوضوح
استخدم الجداول أو الرسوم التوضيحية لتوضيح المهام، مما يسهل على الطفل تتبعها.
هيكل وروتين يومي ثابت
الروتين يُساعد الطفل على توقّع المهام وبالتالي تحمّلها بثقة.
دعهم يساعدون، حتى لو تطلّب الأمر وقتًا أطول
إشراك الأطفال في المهام يشعرهم بقيمتهم ويُعزّز الثقة بالنفس.
امنحهم دورًا داخل المجتمع
حتى دور بسيط داخل المدرسة أو العائلة يُنمّي حسّ الانتماء والمسؤولية.
علّمه تنظيف فوضاه
علمه تنظيف لعبه وأغراضه بعد الاستخدام لتطوير عادات الاستقلال والتنظيم.
