غزة تحت النار: 64 شهيدًا خلال ساعات في مجازر إسرائيلية متواصلة

شهدت الساعات الماضية تصعيدًا خطيرًا في وتيرة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد 64 فلسطينيًا منذ فجر اليوم، بينهم 30 شهيدًا في محافظتي غزة وشمال القطاع، وفق ما أفاد به يوسف أبو كويك، مراسل قناة القاهرة الإخبارية من القطاع المحاصر.
وخلال مداخلة مباشرة مع الإعلامية داما الكردي، قال "أبو كويك" إن إحدى أعنف المجازر وقعت في مفترق السرايا وسط مدينة غزة، حيث استهدفت غارة جوية إسرائيلية منطقة مكتظة بالمدنيين، وأسفرت عن استشهاد 10 مواطنين. وأضاف: "المنطقة تضم موقفًا رئيسيًا للمواصلات المتجهة إلى المحافظات الجنوبية والوسطى، وتُعد من أكثر النقاط ازدحامًا في حي الرمال الحيوي".
وأشار إلى أن المصابين نُقلوا إلى المشفى الميداني التابع للهلال الأحمر، في حين تم تحويل حالات أخرى إلى مستشفى الشفاء غرب المدينة.
سقوط عشرات الضحايا
وأوضح أبو كويك أن 23 شهيدًا آخرين سقطوا جراء قصف استهدف مخيم البريج وسط قطاع غزة، حيث دمرت الغارات عددًا من المنازل تعود لعائلات القرناوي وأبو شمالة وآخرين، مؤكدًا أن غالبية الضحايا من النساء والأطفال.
إطلاق نار خلال توزيع المساعدات
وفي تطور خطير، قال المراسل إن الجيش الإسرائيلي فتح مركزًا لتوزيع المساعدات جنوب محور نتساريم، فتوافد آلاف المدنيين الفلسطينيين إلى المكان، إلا أن الكميات نفدت بسرعة، ما دفع الجنود الإسرائيليين إلى إطلاق النار والقذائف المدفعية في محيط التجمعات، مما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين.
ولم تختلف الصورة كثيرًا في شمال غرب رفح، حيث استُشهد ثلاثة مواطنين وأصيب آخرون أثناء تجمعهم للحصول على المساعدات الإنسانية، بحسب ما أكدته المصادر الطبية الفلسطينية.
أوضاع إنسانية متدهورة
يأتي هذا التصعيد في وقت تعاني فيه غزة من كارثة إنسانية متفاقمة جراء الحصار المستمر منذ أشهر، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه، في حين تُواصل المؤسسات الصحية العمل بقدرات متداعية في ظل الانقطاعات المستمرة للكهرباء واستهداف المرافق الطبية.
وقف النار في القطاع
ومن ناحية أخرى، قالت دانا أبو شمسية، مراسلة قناة «القاهرة الإخبارية» من القدس المحتلة، إن إسرائيل تلقت صفعة جديدة من الإدارة الأمريكية، بعد الإعلان المشترك من المسؤول الأمريكي ويتكوف والرئيس دونالد ترامب حول مساعي التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في قطاع غزة، في إطار ضغط أمريكي متزايد على حركة حماس.
وأضافت أن المقترح الأمريكي الجديد المقدم لحماس لا يختلف كثيرًا من حيث الجوهر عن مقترح ويتكوف السابق، لكنه يتضمن تعديلات في بعض المصطلحات والصياغات، ووفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية، فقد تم نقل المقترح إلى حركة حماس عن طريق رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي بحبح، ويتضمن تمديد فترة وقف إطلاق النار المؤقتة إلى 60 يومًا بدلًا من 40.
وتابعت أبو شمسية أن المقترح ينص على الإفراج عن عشرة من المحتجزين الإسرائيليين الأحياء، بالإضافة إلى جثمان واحد في المرحلة الأولى، مع تقسيم الإفراج عن القتلى على مراحل تبدأ من اليوم الأول وحتى اليوم السابع من الهدنة، في مقابل وقف إطلاق نار مدته 60 يومًا يتم خلالها التفاوض على اتفاق دائم.
وأشارت إلى أن المعضلة الأساسية بالنسبة لإسرائيل هي غياب ضمانات أمريكية حقيقية لإنهاء الحرب، إذ لا تبدو إسرائيل متحمسة لوقف إطلاق نار دائم حتى في وجود هذه الضمانات، كما ينص المقترح على إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية عبر آليات متعددة، وليس فقط من خلال الشركة الأمريكية التي بدأت العمل خلال اليومين الماضيين.