قواعد جديدة لملابس العمل .. كيف تعيد النساء الأناقة مرة أخرى؟

قواعد جديدة لملابس العمل والموضة، خاصة مع عودة الحياة المكتبية إلى وتيرتها الطبيعية، تواجه العديد من النساء تحديًا جديدًا: كيف يظهرن بمظهر أنيق يعكس احترافيتهن ويواكب في الوقت ذاته تحولات الموضة؟
قواعد جديدة لملابس العمل
ريستين هوبر، إحدى مديرات الإعلانات التي تعمل بين أتلانتا ونيويورك وباريس، واجهت هذا التحدي بنفسها، فرغم امتلاكها لخزانة مليئة بقطع من أشهر دور الأزياء، وجدت نفسها في صباح أحد أيام الاثنين عاجزة عن اختيار زي مناسب للعودة إلى المكتب، كما أن هذه تعد من فواعد جديدة لملابس العمل.
وتقول: "شعرتُ وكأنني فقدتُ ذاكرتي في الموضة، لدي عملاء وموظفون جدد، وأريد أن أبدو في أفضل صورة ممكنة".
هوبر لم تكن الوحيدة في هذا الشعور، فقد أصبح ما يُعرف بـ"جمود أزياء العمل" ظاهرة حقيقية، تعكس الحيرة التي تعيشها الكثير من النساء العاملات في بيئة مهنية متغيرة.
وتوضح خبيرة الأزياء جوليان كوستيجان، أن الملابس أصبحت وسيلة للتعبير عن التغيير والتحول، قائلة: "نظرة الناس إليكِ في العمل جزء لا يتجزأ من نجاحكِ. وأحيانًا، يبدأ التغيير من خزانة الملابس".

الموضة في خدمة الاحتراف
تُشير سارة كونست، المديرة العامة لإحدى شركات الاستثمار، إلى أن الأناقة لم تعد مظهرًا سطحيًا، بل وسيلة لإثبات الثقافة والتميّز داخل بيئة العمل.
تقول: "معرفتك بأحدث الاتجاهات تعني أنك جزء من حوار ثقافي أوسع، ما يعزز مكانتك في المشاريع الإبداعية".
في هذا السياق، تبتعد النساء تدريجيًا عن سراويل الرياضة والبناطيل الفضفاضة التي فرضها الوباء، ويتجهن نحو اختيارات أكثر دقة تجمع بين الراحة والرقي.
تشير كونست إلى طماق أنيقة تُلبس مع سترات طويلة وأحذية باليه، وحتى في مكاتب تقليدية كمكاتب المحاماة، بدأت تظهر بنطلونات ضيقة منسّقة مع مجوهرات لافتة وسترات راقية.

البساطة الذكية
لمن يستعدون لمقابلات عمل أو مناسبات مهنية مهمة، تنصح بيفي رييس سانت بي براون، وهي مديرة توظيف في شركة تنفيذية كبرى، بالاعتماد على ما تسميه "الزي الموحد الذكي": قميص أبيض أنيق وبنطال داكن نظيف، مؤكدة أن هذا النهج يُقلل من القلق ويمنحك الثقة.
وتضيف: "حتى التفاصيل الصغيرة، كالأكمام الملفوفة، يمكن أن تعطي انطباعًا بأنكِ مستعدة للعمل بجد".
كما تتوفر خيارات متنوعة من القمصان الرسمية الأنيقة بأسعار معقولة عبر علامات تجارية مختلفة، ما يجعل الأناقة متاحة للجميع.

الزي الرسمي الجديد
بالنسبة لاجتماعات العمل الكبيرة، تؤكد ماري بونيه، نائبة رئيس شركة أوبنهايم العقارية، أن السترات الكلاسيكية هي بمثابة "درع" لا غنى عنه.
توصي باقتناء سترة أنيقة تُنسق مع أي قطعة أخرى، وتعتبرها استثمارًا طويل الأمد. تشاركها الرأي هوبر، التي تعتمد على سترات رسمية مع فساتين أو بنطلونات راقية، وتقول: "لن تخذلك السترة المثالية أبدًا".
كما ترى هوبر أن الذكاء في التسوق هو المفتاح، سواء كان عبر العلامات التجارية الفاخرة أو من خلال خيارات بأسعار مناسبة، مؤكدة أن الأناقة لا ترتبط بالسعر بل بالاختيار الذكي.
أناقة متعددة الطبقات
في ما يخص صيحات الحفلات والملابس الجريئة داخل بيئة العمل، يبدو أن الحل يكمن في "الطبقات". تنصح كونست بتنسيق الفساتين الناعمة مع بلوزات عالية الياقة أو سترات كلاسيكية، لإضفاء طابع مهني على الإطلالة.
وتوضح بونيه: "المظهر الجريء قد لا يكون مناسبًا أمام العميل، لذا من الأفضل الحفاظ على توازن بين الأناقة والاحتراف".
وتضيف هوبر نصيحة عملية: "خذي معك وشاحًا أنيقًا يمكنكِ لفه حول العنق أثناء العمل، ثم خلعه بسهولة عند الانتقال إلى مناسبة مسائية. لمسة بسيطة تحدث فرقًا كبيرًا".
الموضة كامتياز
بالنسبة لهوبر، تجاوزت أزمة أزياء العمل عندما استلهمت من مديرتها التي كانت ترتدي دائمًا ملابس تعكس شخصيتها، حتى وسط محيط مهني محافظ.
وتقول: "لم تكن ترتدي ملابس العمل فقط، بل كانت ترتدي شخصيتها وإنجازاتها. وهذا ليس تحديًا، بل امتيازًا".