«اليونسيف»: آلية المساعدات في غزة تفتقر للشفافية والحياد الإنساني

أكد كاظم أبو خلف، المتحدث باسم منظمة اليونيسف، في مداخلة خاصة مع قناة القاهرة الإخبارية، أن آلية توزيع المساعدات الحالية في قطاع غزة، والتي تم إنشاؤها حديثًا، تفتقر إلى الشفافية، وتخالف المبادئ الأساسية للعمل الإنساني المعترف بها دوليًا.
وقال أبو خلف، خلال مداخلة مع الإعلامي محمد عبيد، على قناة القاهرة الإخبارية: "منذ البداية، كانت الآلية محل تساؤل كبير، إذ تم إنشاؤها من الصفر رغم وجود منظومة إنسانية دولية جاهزة، تشمل اليونيسف، برنامج الغذاء العالمي، منظمة الصحة العالمية، وغيرها، تملك خبرات تراكمية تزيد عن 100 عام"، متسائلاً: "لماذا يتم تجاوز هذه المنظومات لصالح كيان جديد لا يملك الخبرة أو الثقة المجتمعية؟".
المساعدات الإنسانية تُستخدم كسلاح ضغط
وأضاف أن المساعدات الإنسانية تُستخدم كسلاح ضغط، حيث يُطلب من المواطنين الجوعى منذ 78 يومًا أن يقطعوا عشرات الكيلومترات للحصول على الفتات، في ظل غياب المناطق الآمنة والطُرق المؤمّنة، مما يتنافى مع مبدأ "الكرامة الإنسانية" وأهم قيم العمل الإنساني كـ: الحياد، الاستقلالية، عدم الانحياز، والإنسانية.
وتابع أبو خلف: "ما يجري الآن لا علاقة له بالعمل الإنساني، بل هو محاولة لتجاوز إرادة المجتمع الدولي الممثلة في الأمم المتحدة، المساعدات موجودة بآلاف الأطنان على الحدود، وما هو مطلوب فقط هو فتح المعابر وإيصالها عبر جهات مؤهلة وذات ولاية دولية".
وأشار إلى أن بعض الأحاديث التي تتداول عن استخدام مسح قرنية العين أو الوجوه لأغراض استخباراتية في آلية التوزيع تُعد تجاوزًا خطيرًا وغير مقبول في العمل الإنساني.
ومن ناحية أخرى، قال الدكتور مروان الهمص، مدير عام المستشفيات الميدانية بغزة، إن غزة تعاني منذ نحو 600 يوم وما زال الاحتلال الإسرائيلي يستهدف أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والمنظومة الصحية بشكل خاص، حيث وصل عدد الشهداء إلى 54 ألف شهيد حتى الآن إضافة إلى 124 ألف إصابة وهي أقل حصيلة لأن الكثير من الإصابات لم تسجل.
وأضاف خلال مداخلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن المستشفيات مكتظة بالجرحى والمصابين حتى العنايات المركزة ممتلئة هي الأخرى ولا يمكن أن نجد أي سرير إلا إذا استشهد أحد المصابين على سرير في داخل العناية المركزة فيكون هناك متسعا لإدخال مريض آخر.
وتابع أن حرب التجويع التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني والتي أصبحت تطول كل المراحل العمرية من الرضيع إلى الشاب إلى المرأة الحامل إلى الكهل، كما يعاني كثيرون من سوء التغذية كما أن هناك أكثر من 300 من كبار السن لم يجدوا علاجا وتوفوا جراء ذلك، كما تعكف وزارة الصحة على إدخال إحصائيات جديدة للضحايا، كما أن الرصيد الدوائي أصبح صفريا وكذلك الأجهزة الطبية، مؤكدا أن الاحتلال يستهدف كل المخيمات وأماكن النزوح.