رئيس الأرجنتين - إسرائيل
الرئيس الأرجنتيني يتسلم "جائزة جينيسيس" في الكنيست الإسرائيلي في 11 يونيو

يعتزم الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي زيارة إسرائيل في 11 يونيو المقبل لحضور حفل خاص يُقام في الكنيست لتسلم "جائزة جينيسيس"، المعروفة إعلاميًا بـ"جائزة نوبل اليهودية".
وسيقوم كل من رئيس الكنيست أمير أوهانا ورئيس مؤسسة جائزة جينيسيس ستان بولوفتس بتسليم الجائزة إلى ميلي، الذي من المقرر أن يُلقي كلمة متلفزة أمام أعضاء الكنيست تُبث على المستوى الوطني.
وكانت الزيارة قد أُرجئت سابقًا في مارس الماضي بسبب انشغاله بملفات داخلية في بلاده.
الرئيس الأرجنتيني يتسلم "جائزة جينيسيس"
وأعلنت مؤسسة جائزة جينيسيس أن اختيار ميلي جاء تقديرًا لتحول سياسات الأرجنتين تجاه إسرائيل، بما في ذلك معارضة مواقفها السابقة في الأمم المتحدة، وتصنيفه حركتي حماس وحزب الله كمنظمتين إرهابيتين، وإعادة فتح ملفات التحقيق في الهجمات التي استهدفت مؤسسات يهودية في الأرجنتين.
كما نوهت لجنة الجائزة بجهود ميلي في تحقيق استقرار اقتصادي وتحقيق فائض مالي نادر في البلاد.
وفي بادرة مماثلة لما فعله سائر الحائزين على الجائزة، رفض ميلي المكافأة المالية البالغة مليون دولار. وبدلًا من ذلك، ستُطلق المؤسسة مبادرة جديدة لتعزيز علاقات إسرائيل مع دول أمريكا اللاتينية، ودعم قيم مشتركة مثل الديمقراطية والإصلاح الاقتصادي ومكافحة معاداة السامية، تكريمًا له.

علاقات تاريخية ودبلوماسية مبكرة
تُعد الأرجنتين من أوائل الدول التي اعترفت بدولة إسرائيل بعد إعلان قيامها عام 1948، وافتُتحت السفارات بين البلدين في وقت مبكر. ورغم بعض التوترات في فترات لاحقة، حافظ البلدان على علاقات دبلوماسية مستمرة، تخللتها زيارات رسمية متبادلة على مستوى رفيع.
تحتضن الأرجنتين أكبر جالية يهودية في أمريكا اللاتينية، وتُعد من الأكبر خارج إسرائيل. غير أن هذه الجالية تعرضت لصدمات عنيفة، أبرزها تفجير السفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس عام 1992، وتفجير مركز "آميا" اليهودي عام 1994، ما أدى إلى توتر العلاقات مع إيران، وتسبب في تداعيات سياسية داخلية وخارجية استمرت لعقود.
وقد طالبت إسرائيل مرارًا بتقديم المسؤولين عن هذه الهجمات للعدالة، وسط اتهامات موجّهة لإيران وحزب الله بالوقوف خلفها.
خلال السنوات الماضية، تبنّت الأرجنتين مواقف متباينة تجاه إسرائيل في المحافل الدولية، إذ صوتت أحيانًا لصالح قرارات مناوئة لإسرائيل في الأمم المتحدة، مما أثار انتقادات من تل أبيب. لكن مع وصول الرئيس خافيير ميلي إلى السلطة، شهدت العلاقة تحولًا كبيرًا، حيث اتخذت حكومته مواقف داعمة لإسرائيل، بما في ذلك تصنيف حماس وحزب الله كمنظمتين إرهابيتين.

تعاون اقتصادي وثقافي متواضع
رغم عدم وجود شراكة استراتيجية واسعة بين البلدين، إلا أن هناك تعاونًا محدودًا في مجالات الزراعة والتكنولوجيا والمياه، إلى جانب بعض التبادلات الثقافية والأكاديمية. وتطمح إسرائيل إلى توسيع نفوذها في أمريكا اللاتينية، وتعتبر الأرجنتين بوابة مهمة لذلك.
وصول ميلي إلى الحكم شكّل نقطة تحول في العلاقات الثنائية، حيث عبّر منذ البداية عن دعمه القوي لإسرائيل، ونيته نقل السفارة الأرجنتينية إلى القدس، ما لاقى ترحيبًا كبيرًا من الحكومة الإسرائيلية. ومن المتوقع أن تفتح زيارته المرتقبة لتسلم "جائزة جينيسيس" آفاقًا جديدة في التعاون بين البلدين على الصعيدين السياسي والدبلوماسي.