مادة الأميغدالين .. المادة التي يظنها البعض فيتامين B17

في السنوات الأخيرة، انتشرت معلومات متداولة حول مادة الأميغدالين التي تُعرف باسم فيتامين B17، يُروَّج لها على أنها علاج طبيعي فعال ضد السرطان، لكن الحقيقة العلمية تضع هذه الادعاءات تحت المجهر، وتكشف أن المادة المعنية، وتُعرف باسم مادة الأميغدالين (Amygdalin)، ليست في الحقيقة فيتامينًا على الإطلاق.
ما هي مادة الأميغدالين؟
الأميغدالين مركب طبيعي يوجد بشكل أساسي في لب بذور الفاكهة مثل المشمش، التفاح، الخوخ، الكمثرى، والكرز، وقد تم استخلاصه لأول مرة في القرن التاسع عشر، لكن الاهتمام الواسع به بدأ في منتصف القرن العشرين، حين رُوِّج له كعلاج بديل للسرطان تحت اسم "فيتامين B17" رغم أنه لا يحمل أي صفات بيولوجية تؤهله ليُصنَّف كفيتامين.
كيف يعمل الأميغدالين في الجسم؟
عند تناول الأميغدالين عن طريق الفم، يتفكك المركب في الجسم وينتج عن ذلك السيانيد، وهو مادة شديدة السمية يمكن أن تسبب تسممًا حادًا قد يؤدي إلى الوفاة في حال تناول كميات كبيرة، ورغم ذلك، يستمر البعض في الترويج له باعتباره علاجًا طبيعيًا ضد السرطان.
هل يعالج مادة الأميغدالين مرض السرطان؟
حتى اليوم، لا توجد أدلة علمية قوية تثبت أن مادة الأميغدالين له أي تأثير فعّال في قتل الخلايا السرطانية أو وقف انتشار الورم. العديد من الدراسات التي أُجريت على هذه المادة لم تظهر نتائج حاسمة، بل أشارت إلى ارتفاع مخاطر التسمم الناتج عن السيانيد الناتج عن تحلل الأميغدالين في الجسم.
وقد حذرت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) من استخدام هذه المادة، وأكدت أن تسويقها كعلاج للسرطان يعد ممارسة مضللة وغير آمنة.
مصادر الأميغدالين في الغذاء
رغم خطورته في صورته المركزة، إلا أن الأميغدالين يوجد بنسب بسيطة في العديد من الأطعمة الطبيعية، وأشهرها:
- لب بذور المشمش
- بذور التفاح
- بذور الخوخ والكرز
- اللوز المر
وينصح الخبراء بعدم تناول لب هذه البذور بانتظام أو بكميات كبيرة، تفاديًا لأي آثار سمية محتملة.
وعي علمي بدلًا من الإشاعات
رغم أن بعض المصابين بالسرطان يلجؤون إلى الطب البديل في بحث يائس عن الأمل، فإن الاعتماد على علاجات غير مثبتة علميًا مثل الأميغدالين قد يُعرّض حياتهم للخطر دون أي فائدة تُذكر.
من الضروري أن يكون هناك وعي مجتمعي قائم على المعلومات الطبية الصحيحة، والرجوع إلى الأطباء المتخصصين عند البحث عن خيارات علاجية آمنة وفعالة.