"إش إش".. مي عمر متمردة تصارع القدر بلمسة كوميدية ساخرة

مع انطلاق أولى حلقات مسلسل "إش إش"، بدا واضحًا أن العمل يحمل مزيجًا بين الكوميديا الساخرة والدراما الاجتماعية، في رحلة مليئة بالمفارقات التي تعيشها بطلة القصة، "إش إش"، التي تلعب دورها مي عمر، في محاولة منها للهرب من عالم الرقص الذي نشأت فيه، إلى حياة أكثر استقرارًا وكرامة، لكنها تجد نفسها في مواجهة مجتمع لا يعترف بحقها في الاختيار.
حين يصبح الرقص قدرًا محتومًا
منذ اللحظات الأولى، يظهر الصراع الداخلي لـ"إش إش"، فهي تحلم بوظيفة في الكول سنتر، وتحاول تطوير نفسها بتعلم اللغة الإنجليزية، لكن حتى في رحلة التعلم، يطاردها القدر، كما جاء في أحد المشاهد الطريفة عندما تتفاجأ خلال استخدام تطبيق الترجمة الصوتية بأن كلمة dancer تعني "راقصة"، فتعلق ساخرة: "يا رب هو الرقص ورايا ورايا حتى في ليفل ثري!"
لكن محاولاتها للخروج من هذا العالم تصطدم بواقع مختلف، فكل من حولها يعتبرونها مصدر رزق، بداية من والدتها الراقصة المعتزلة "إخلاص كابوريا" (انتصار)، وخالتها "تيسير" (دينا)، وحتى زوج خالتها "إدوارد"، الذي يرى أن رفضها للرقص يعطل مصدر دخلهم.
رفض الخضوع.. ومواجهة مجتمعية حادة
الصدام الأبرز في الحلقة كان مع شخصية "مكرم شخاليل" (علاء مرسي)، الذي يحاول إقناع "إش إش" بأن الرقص هو مستقبلها الوحيد، ويعرض عليها مغريات مادية، لكنها ترد بحزم: "أنا لا هشتغل في كباريه، ولا هرقص كل يوم!"، وفي النهاية تقع في مشادة عنيفة بينها وبين زوج خالتها إدوارد، تنتهي بصفعة قاسية، بعد اعتراضها على إنفاق أموالها على المخدرات.
كوميديا ساخرة
المسلسل لا يخلو من الرسائل الاجتماعية العميقة، خاصة في مشهد المواجهة بين "إش إش" ووالدتها، حينما تحاول أن تشرح لها رغبتها في حياة طبيعية بعيدًا عن الرقص، فتقول:"نفسي أبقى واحدة عادية... أوصل لليفل ثري في الإنجليزي، وأشتغل في كول سنتر، ويبقى عندي مدير أقوله يا مستر. نفسي أتعامل مع ناس عادية، مش ناس كل ما تفتح بقها يخرج منها هبّو أسبرتو!"
لكن الرد الذي تتلقاه يحمل واقعًا أكثر قسوة، حين تقول لها والدتها: “الدنيا يا بنتي ما بتسألش الناس 'عاوزين تروحوا فين؟'… الدنيا بتاخدهم وتوديهم مطرح ما هي عاوزة”.

هل ينجح "إش إش" في تقديم قضية اجتماعية بلمسة كوميدية؟
من خلال الحلقة الأولى، يبدو أن مسلسل "إش إش" يسير في اتجاه مختلف عن المعتاد، حيث يناقش قضايا التحكم في مصير الفرد، وحقه في اختيار حياته بعيدًا عن الضغوط العائلية والمجتمعية، وذلك بأسلوب خفيف، يجمع بين الكوميديا الساخرة والمواقف الدرامية المؤثرة.
إذا استمر العمل على نفس الإيقاع، فسيكون أمامنا مسلسلًا يحمل جرعة من الكوميديا اللاذعة، والتعليقات الاجتماعية العميقة، التي تعكس واقع الكثيرين في مجتمعنا.