في الذكرى الـ152 لرحيل رفاعة الطهطاوي.. جولة داخل كنز التنوير في سوهاج.. صور

تحل هذه الأيام الذكرى الـ152 لوفاة رفاعة رافع الطهطاوي، رائد التنوير في مصر والعالم العربي، الذي لم يكن مجرد مترجم أو مؤلف، بل كان أحد الأعمدة المؤسسة لنهضة فكرية مستنيرة لا تزال آثارها ملموسة حتى اليوم.
وبينما يتجدد الحديث عن إنجازاته وإرثه الفكري، تأخذنا هذه الذكرى إلى قلب مدينة سوهاج، حيث تقع "مكتبة رفاعة رافع الطهطاوي" التراثية، التي تشكل شاهدًا حيًا على عظمة الرجل وأثره عبر الأزمنة.
وفي جولة داخل المكتبة الواقعة بمقر الوحدة المحلية لمركز ومدينة سوهاج، تبهرك الرائحة العتيقة للكتب والمخطوطات، وتخطف الأبصار آلاف المجلدات التي تملأ الأرفف بنفائس التراث والمعرفة، حيث تضم المكتبة ما يزيد عن 16 ألف مطبوعة، من بينها نحو 1500 مخطوطة نادرة، بعضها لا يوجد في أي مكتبة أخرى في مصر، كما يؤكد صلاح الجعفري، مدير المكتبة.
ومن بين الكنوز التي تحتويها المكتبة، يبرز مصحف مخطوط باليد يعود إلى أكثر من 600 عام، ومخطوطة فريدة في علم اللغة بعنوان "فصيح ثعلب"، يعود تاريخها إلى أكثر من ألف عام، مما يجعل المكان ليس فقط منبرًا للقراءة، بل متحفًا للتاريخ واللغة والدين.
وتستقبل المكتبة يوميًا عددًا كبيرًا من طلاب الجامعات، والباحثين في مرحلتي الماجستير والدكتوراة، الذين يجدون فيها بيئة مثالية للبحث العلمي وسط مصادر نادرة، وتفتح مكتبة رفاعة أبوابها من الثامنة صباحًا حتى التاسعة مساءً، لتظل منارة للمعرفة.
ويؤكد الجعفري أن أحفاد الطهطاوي لا يزالون على صلة بالمكتبة، ويترددون عليها في ذكرى وفاته سنويًا، وكأنهم يجددون العهد مع إرث الجد العظيم، في تأكيد رمزي على أن فكر التنوير لا يموت، بل يتجدد في كل جيل.
وأشار صلاح الجعفري إلى أن مكتبة رفاعة رافع الطهطاوي تنظم العديد من المسابقات والفعاليات الثقافية لطلاب وطالبات الجامعات والمدارس بمحافظة سوهاج، وتشهد هذه الفعاليات إقبالًا كبيرًا من الفئات المستهدفة وغيرها.
وفي زمن ازدادت فيه الحاجة إلى الوعي والمعرفة، تبقى مكتبة رفاعة الطهطاوي بمقر الوحدة المحلية لمركز ومدينة سوهاج شاهدًا حيًا على عبقرية رجل سبق زمانه، وآمن بأن التقدم يبدأ من الكلمة.