عاجل

بين مجد كولر ونهاية موسيماني.. رحلة نجاح وتحديات في قيادة الأهلي

بيتسو موسيماني ومارسيل
بيتسو موسيماني ومارسيل كولر

على مر السنين، شهدت كرة القدم المصرية العديد من الفترات المثيرة، التي تخللتها العديد من التحديات والنجاحات، وكان النادي الأهلي دائمًا في قلب الأحداث الرياضية الكبرى، فالفريق الأحمر كان ولا يزال أحد أقطاب كرة القدم في مصر وإفريقيا، وله تاريخ طويل حافل بالإنجازات على المستويين المحلي والدولي.

وفي هذا السياق، يبرز اسمين بارزين في تاريخ النادي خلال السنوات الأخيرة، وهم السويسري مارسيل كولر، الذي يُعتبر نقطة تحول في النادي، والمدرب الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني، الذي قاد الفريق في فترة حافلة بالإنجازات قبل أن يرحل وسط موجات من الجدل.

مسيرة موسيماني مع الأهلي

منذ توليه المسؤولية في 2020، أحدث موسيماني تحولاً كبيراً في فريق الأهلي، قبل وصوله، كان الفريق يعاني من عدم الاستقرار الفني بعد فترات عديدة من التبديل في الجهاز الفني، كان موسيماني قد أظهر مهاراته القيادية عندما قاد فريق صن داونز الجنوب إفريقي إلى العديد من البطولات المحلية والقارية، مما جعل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم يصفه بأنه أحد المدربين المتميزين في القارة.

في الأهلي، استطاع موسيماني بناء فريق قوي رغم التحديات التي واجهته، استمر في تطبيق أسلوبه الدفاعي المتوازن مع الاستفادة من الهجمات المرتدة السريعة، مما أدى إلى فوز الفريق بعدد من البطولات الهامة، من أبرزها دوري أبطال إفريقيا مرتين (2020 على حساب الزمالك، 2021 على حساب كايزر تشيفز) والسوبر الإفريقي مرتين (2020 على حساب نهضة بركان، 2021 على حساب الرجاء)، هذا النجاح القاري الكبير رفع من مكانة الفريق محليًا ودوليًا، وساهم في تعزيز سمعته كأحد أفضل الأندية على مستوى القارة.

ومع ذلك، كانت هناك بعض التحديات التي ظهرت خلال فترة موسيماني مع الأهلي، حيث أنه رغم النجاحات القارية، كان هناك بعض التوترات مع الإدارة واللاعبين بسبب أسلوبه التكتيكي والقرارات الفنية التي اتخذها، والتي لم تكن دائمًا تحظى بالإجماع، كذلك، جاءت بعض الانتقادات لأداء الفريق في الدوري المصري وبعض المباريات الكبرى، مما جعل البعض يشكك في استمرار موسيماني مع الفريق في حال حدوث إخفاقات محلية.

نهاية موسيماني مع الأهلي

على الرغم من نجاحاته العديدة، كان قرار فسخ عقد موسيماني في منتصف 2022 مفاجئًا للكثيرين، جاءت هذه الخطوة في وقت كان فيه الأهلي يعاني من بعض النتائج المخيبة محليًا، الأمر الذي أدى إلى تباين في الآراء بين جماهير النادي وإدارته حول جدوى استمراره، ورغم أن موسيماني حقق بطولات قارية عظيمة مع الفريق، إلا أن النتائج المحلية كانت أحيانًا محل تساؤلات، ولم يتمكن من تحقيق نجاح مستمر في الدوري المصري.

التحدي الأكبر بالنسبة لموسيماني كان الافتقار للتوازن بين النتائج المحلية والدولية، إذ كان الفريق يحقق أداءً استثنائيًا على الصعيد القاري، ولكنه لم يكن قادرًا على الوصول لأعلى درجات الاستقرار في الدوري المصري، ما أثر على العلاقة بينه وبين بعض جماهير النادي الذين كانوا يطمحون لتحقيق كل البطولات، وخسر الفريق لقبين دوري لأول مرة منذ فترة كبيرة ولصالح الغريم التقليدي نادي الزمالك.

مجد كولر وأسلوبه الجديد مع الأهلي

تم تعيين السويسري مارسيل كولر مدربًا جديدًا للنادي في بداية موسم 2022-2023، وكان كولر قد أدار العديد من الأندية والمنتخبات الأوروبية، وحقق نجاحًا كبيرًا مع منتخب النمسا، ومن هنا، بدأت الآمال تتجدد في الأهلي مع قدوم مدرب جديد يحمل رؤية مختلفة، حيث تميز أسلوب السويسري بأسلوب لعب هجومي أكثر انفتاحًا مقارنة بموسيماني، حيث حاول إضفاء طابع أكثر مرونة على الفريق مع التركيز على استعادة السيطرة على المباريات، كما قام كولر بتطوير خط الدفاع، وهو ما ساعد على تقليل عدد الأهداف التي استقبلها الفريق في المسابقات المختلفة.

تحديات كولر في الأهلي

رغم أن فترة كولر مع الأهلي بدأت بشكل جيد، إلا أن المدير الفني السويسري واجه العديد من التحديات، فقد كان عليه التعامل مع ضغط جماهيري هائل، حيث يتوقع جمهور الأهلي دائمًا التفوق محليًا وقاريًا، وكانت المباراة الفاصلة له في دوري أبطال إفريقيا ضد ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي والتي خسرها 5-2 اختبارًا كبيرًا لقدرته على التكيف مع الضغوط، وهو ما أثبته كولر، حيث استمر في البطولة وقاد الأحمر لتحقيق اللقب الحادي عشر في تاريخه على حساب فريق الوداد المغربي بالفوز في القاهرة 2-1 والتعادل في المغرب 1-1.

مقارنة بين موسيماني وكولر

بالمقارنة بين المدربين، نجد أن موسيماني كان يعتمد على أسلوب أكثر صرامة دفاعيًا ومرونة هجومية، بينما يفضل كولر أسلوبًا هجوميًا مفتوحًا مع التركيز على الاستحواذ على الكرة، كما أن موسيماني كان يتمتع بخبرة كبيرة في التعامل مع الفرق الإفريقية، مما جعله أكثر إلمامًا بطبيعة المنافسات الإفريقية.

في النهاية، ورغم الاختلافات في الأسلوب والتكتيك، يظل كلاً من موسيماني وكولر جزءًا أساسيًا من تاريخ الأهلي الحديث، حيث قدما الكثير للنادي في فترتيهما، لكن التحديات كانت دائمًا حاضرة في مسيرتيهما، سواء في التعامل مع الجمهور أو في تحقيق التوازن بين البطولات المحلية والدولي.

بين مجد كولر ونهاية موسيماني.. رحلة نجاح وتحديات في قيادة الأهلي

رحلة الأهلي تحت قيادة موسيماني وكولر تمثل نموذجًا عن التحديات والفرص التي قد يواجهها أي فريق رياضي في محاولة للسيطرة على البطولات المحلية والدولية في نفس الوقت، ورغم أن رحيل موسيماني واقتراب رحيل كولر في ظل الأداء المتذبذب للفريق في الآونة الأخيرة قد يمثل نقطة تحول في تاريخ النادي، إلا أن جماهير الأهلي تبقى دائمًا على أمل رؤية فرقها تستمر في طريق النجاح، مستفيدة من تجارب المدربين السابقين.

البعض ربط غياب كولر عن مران الأهلي بالأمس قبل مباراة سموحة بمثابة اقتراب للنهاية مثلما حدث سابقًا مع بيتسو موسيماني، ولكن قد تُبقي الإدارة على السويسري مارسيل كولر إذا تحسّن الأداء وتحسّنت النتائج في الفترة المقبلة، خصوصًا في ظل المباريات العديد التي سوف يخوضها الأهلي ولعل أبرزها مباريات دوري أبطال إفريقيا أمام استاد أبيدجان الإيفواري، وأورلاندو بايرتس الجنوب إفريقي والتي من الممكن أن تكون مباراة التأهل إلى الدور المقبل في المسابقة القارية العريقة والتي قد تعجل برحيل السويسري من الأهلي إذا ودّع المسابقة.

تم نسخ الرابط